سينما الواقع ليست بالتي تجسد الأحدث مستقاة من الواقع..لكنها التي كانت تأتي بالفنان المناسب للدور المناسب..فمثلاً بطل فيلم الأكشن لابد وأن يكون طويل القامة قوي العضلات.. وبطل الرومانسية لابد وأن يكون وسيم وله قبول لدى الجنس الناعم داخل الشاشة وخارجها..والأمهات في السينما لابد وأن يكُن بارعات في الحنية.
لكن اختفت سينما الواقع..ليس في التمثيل فقط..وفي كافة نواحي الحياة أيضاً..مثلاً يأتون بطبيبة تجميل على الشاشة شكلها يعلم العفة..ثم يأتون بالممثل محمد رمضان ليؤدي دور وحش الشاشة رغم نحافة جسمه وإختفاء عضلاته..ويأتون بمذيعات طفشن أزواجهن من فظاعة الشكل والأسلوب.. ومن ثم طفشوا المشاهد.. ويأتون بخريج الآداب ليعلم المهندسين كيفية التطوير والتحديث..ويولون المحاسب مكان المهندس..والمهندس بدلاً من المحاسب..والسيدة تلبس لباس الرجل..والرجل يطول شعره مثل السيدات.. والسمكري سيارته مخدوشة..والنجار بابه مخلع.. والشاطر قاعد على القهوة..والفاشل ماسك منصب..وأمين المجلس مش أمين..والحرامي معاه مفتاح القرار..وكله خلطة بيطة..عشان كده مفيش حاجة بتكمل..ومفيش حاجة بيستمر نجاحها .
والحل في عودة سينما الواقع في كل نواحي الحياة..يعني نخلي المهندس يتكلم عن التطوير الفني..والإداري عن التطوير الإداري..والمالي عن الفلوس.. والقانوني عن القضايا والمنازعات.. والشريف يحارب الفساد..والفاسد الغير أمين يدخل السجن..ونبحث عن كل من كان لهم دور ونأتي بهم..ونشوف أمثال فريد شوقي عشان الناس تصدق انه فتوة بجد..وأمثال حسين فهمي عشان نقنع الناس انه الفتى الوسيم..وامثال العندليب عشان حبكة الحب والغرام تكتمل..وبلاش ممثلين اليومين دول..لأنهم فشلوا في كل مكان..فشلوا حتى في التمثيل.. والمدير الذي يفشل في إقناع غيره أنه مدير لا يستحق البقاء في منصبه..ما هو مش معقوله ان اللي ع الكرسي آداب واللي ع الهامش مهندس!!!