للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...ذكرى"غواص في بحر النغم"

كلمتين ونص...ذكرى"غواص في بحر النغم"

الكاتب : عثمان علام |

04:02 am 12/12/2018

| رئيس التحرير

| 1698


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:



تمثل قصة حياة عمار الشريعي مرحلة من التحدي، ودرساً لنا حميعاً ولكل أصحاب البصر، و تجربة تثبت أيضاً أن العمى هو عمى البصيرة وليس البصر، والله تعالى يقول: إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي هي في الصدور.


والذين فقدوا ابصارهم وتفوقوا في مختلف العلوم، إنما انار الله بصيرتهم بفيض من عنده، ورسم لهم طريق الكفاح بنوره، وتجلت قدرته في ابداعهم وتفوقهم، حتى صاروا مثلاً وقدوة للمبصرين الذين فشلوا في تعلم شيئ يفيدهم ويفيد البشرية.


في عام 1948 ولد عمار الشريعي، ذلك الموسيقار النابغة والذي ظل يغوص في بحر النغم حتى لقي ربه في 7 ديسمبر عام 2012 ، وخلال فترة دراسته، وبمجهودٍ ذاتي، أتقن العزف على آلة البيانو والأكورديون والعود والأورغ، وبدأ حياته العملية عام 1970 عقب تخرجه من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس، عازفًا على آلة الأكورديون في عددٍ من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرةً في مصر آنذاك، ثم تحول إلى الأورغ حيث بزغ نجمه فيه كأحد أبرع عازفي جيله، واعتبر نموذجًا جديدًا في تحدى الإعاقة نظرًا لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجةٍ كبيرةٍ على الإبصار.


وبعد ذلك، اتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقى حيث كانت " إمسكوا الخشب " للفنانة مها صبرى أول ألحانه عام 1975، وتجاوزت ألحانه الـ 150 لحنًا لمعظم مطربي ومطربات مصر وتميز في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمها شهرةً كبيرة، كما حصل على العديد من الجوائز على الصعيدين العربي والعالمي، وفي عام 1980، شكّل فرقة الأصدقاء والتي كانت تضم منى عبد الغنى، حنان، وعلاء عبد الخالق وقد حاول من خلالها مزج الأصالة بالمعاصرة وخلق غناءً جماعي تصدى فيه لمشاكل المجتمع في تلك الفترة.


اهتم عمار الشريعي اهتمامًا كبيرًا بأغاني الأطفال، فقام بعمل أغاني لاحتفالات أعياد الطفولة لمدة 12 عامًا متتالية، وشارك في هذه الأعمال مجموعةٌ من كبار الممثلين والمطربين مثل عبد المنعم مدبولي، نيللي، صفاء أبو السعود، لبلبة، وعفاف راضي.


أولى الشريعي اهتمامًا كبيرًا باستكشاف ورعاية المواهب الجديدة مثل منى عبد الغنى، حنان، علاء عبد الخالق، هدى عمار، حسن فؤاد، ريهام عبد الحكيم، مي فاروق، أجفان الأمير، آمال ماهر، و أحمد علي الحجار، وسماح سيد الملاح.


تولى منذ عام 1991 وحتى عام 2003 وضع الموسيقى والألحان لاحتفاليات أكتوبر التي تقيمها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع وزارة الإعلام والتي تعتبر ذروة احتفالات جمهورية مصر العربية، وفي عام 1995، عُين الشريعي كأستاذٍ غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية، حيث تناولت أعماله العديد من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراة في المعاهد والكليات الموسيقية، وقد بلغت 7 رسائل ماجستير و3 رسائل دكتوراة من مصر في كلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، وكلية التربية النوعية، جامعة القاهرة، ومعهد الموسيقى العربية بأكاديمية الفنون، ورسالة دكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا.


تجاوز عدد أعماله السينمائية 50 فيلمًا، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعيًا، وعشر مسرحياتٍ غنائية استعراضية، ومن أشهر أعماله الموسيقية في الأفلام: الشك يا حبيبي، البرئ، البداية، حب في الزنزانة، أرجوك أعطيني هذا الدواء، أيام في الحلال، آه يا بلد، كتيبة الإعدام، يوم الكرامة، وحليم.


ومن أشهر أعماله الموسيقية التليفزيونية: الأيام، بابا عبده، أديب، النديم، وقال البحر، دموع في عيون وقحة، رأفت الهجان، فاطمة، أرابيسك، العائلة، الراية البيضا، الشهد والدموع، زيزينيا، الأمير المجهول، ذو النون المصري، بين السرايات، امرأة من زمن الحب، أم كلثوم، حديث الصباح والمساء، لا، نصف ربيع آخر، أوبرا عايدة، بنات أفكارى، البر الغربي، حدائق الشيطان، العندليب، محمود المصري، أحلام عادية، ريا وسكينة، وبنت من شبرا.


أما أشهر أعماله الموسيقية المسرحية فهي: رابعة العدوية، الواد سيد الشغال، علشان خاطر عيونك، إنها حقًا عائلة محترمة، الحب في التخشيبة، تصبح على خير يا حبة عينى، لولى، ويمامة بيضا.


كما قام بتأليف كونشرتو لآلة العود وأوركسترا ومتتالية على ألحانٍ عربيةٍ معروفة وعزفهما مع أوركسترا عُمان السيمفونى عام 2005. وشارك بالتعاون مع شركة إميولتور الأمريكية في إنتاج عيناتٍ من الآلات تقليدية والشعبية المصرية والعربية، وابتكر العديد من الإيقاعات الجديدة وأعاد صياغة وتوزيع العديد من المقطوعات الموسيقية والأغنيات، و ساهم مع مؤسسة دانسنغ دوتس الأمريكية في إنتاج برنامج غود فيل والذي يقدم النوتة الموسيقية بطريقة برايل للمكفوفين، وقام بتقديم وإعداد برنامج إذاعي لتحليل وتذوق الموسيقى العربية بعنوان "غواص في بحر النغم".


حصل عمار الشريعي على العديد من الجوائز من الكثير من دول العالم ومنها: جائزة مهرجان فالنسيا، إسبانيا، عام 1986وجائزة مهرجان فيفييه، سويسرا، عام 1989و وسام التكريم من الطبقة الأولى من السلطان قابوس بن سعيد، سلطنة عمان، عام 1992. وسام التكريم من الطبقة الأولى من الملك عبد الله بن الحسين - ملك المملكة الأردنية الهاشمية والعديد من جوائز جمعية نقاد السينما والمركز الكاثوليكي للسينما ومهرجان الإذاعة والتليفزيون عن الموسيقى التصويرية من عام 1977 حتى عام 1990و جائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن في إذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عاماً متتالية وجائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2005 و وسام التكريم من الطبقة الأولى مرة ثانية من السلطان قابوس بن سعيد، سلطنة عمان، عام 2005.


استضافته الإعلامية ميرفت القفاص في برنامجها "البرنامج الأوربي" عام 1988 ، كان حينها الشريعي أشهر عازبي مصر، وبعد تعارفٍ دام ثلاث سنوات، تزوجت ميرفت عمار الشريعي وأنجبا ابنهما مراد.


توفي الشريعي نتيجة فشلٍ قلبي في سن الـ 64 في مستشفى الصفا بالقاهرة في 7 ديسمبر 2012، وتم تنظيم جنازته في ليلة 10 ديسمبر 2012 في مسجد الرحيم في

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟