للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...الرجل الذي يعيش في الوجدان"هشام رضوان".

كلمتين ونص...الرجل الذي يعيش في الوجدان"هشام رضوان".

الكاتب : عثمان علام |

04:13 am 11/12/2018

| رئيس التحرير

| 1494


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:


لا أعاتب الدهر الذي يجعل الأيام تهرول ويذهب معها أعز الناس، فالعزاء الوحيد تلك السيرة الطيبة التي يخلفها الأحباب خلفهم، فنظل نذكرهم سواءً كانوا على الكراسي أم تركوها، فالوقت دائماً لا يعطينا متسع حتى نحتفظ بهم كثيراً .


ويظل المهندس هشام رضوان هو ذلك العزيز الحبيب المحترم الذي نحتفظ به في الذاكرة ما حيينا، وكيف لا وهو الإنسان قبل القائد، وهو الهادئ المهذب الواعي المدرك لآليات عمله وعلاقاته بالأخرين على الدوام .


عرفته منذ سنوات، وأول مرة اهاتفه كهتافي له في كل مرة، لا يتغير ولا يتبدل، والذين صنعتهم الأخلاق هكذا، لا تؤثر فيهم المناصب ولا يتأثرون بها، بل هم ينثرون أخلاقهم على من حولهم ليكونوا مثلهم، فتعم القدوة وتتسع الرقعة .


وبعد أكثر من 34 عاماً، ها هو هشام رضوان يودع العمل الوظيفي، بالغاً الستون من العمر، ليبدأ حياةً جديدة ربما لم يتذوق طعمها حتى الآن بعد كل هذه المعاناة اليومية، لكنها حتماً ستكون حياة سعيدة وسط أهله وما ينتظره من حياة رحبة وأعمال قد توافق هواه، فمن هو مثله لديه من الخبرات العلمية والعملية والحياتية ما يؤهله لأن يكون صيداً ثميناً لكل من أراد النجاح .


وقد قضى رضوان عام رئيساً لشركة جاسكو، وهو عام الهدوء واستكمال المسيرة، عام الطمأنينة حتى للموظفين الذي عمت عليهم إدارة هذا الرجل الهادئ، أسلوب جديد من الإدارة سار عليه العاملين بالشركة وضعه هشام رضوان في ذلك الوقت القصير من عمر الزمان، وقد يكون ذلك ظلماً لمن يأتي بعده، فكيف له إن لم يكن متفهماً لتلك الإيدلوجيات المختلفة للعاملين أن يجعل السفينة تسير في أمان كما كانت في ذلك العام الذي أنقضى سريعاً .


غير أنها الحياة، وقطارها يمضي سريعاً، كلاً منا يركبه، والفطن قوي الحَدس هو من يدرك أن السيرة اطول من العمر، وما أظن المهندس هشام رضوان إلا ذلك الرجل الذي تسبقه سيرته إينما ذهب وأينما حل وأينما وجد، فمهما تباعدت المسافات، ومهما أفترق الجمع، يظل الوجدان هو المحدد للعلاقات الإنسانية بين البشر، ولهذا يظل هشام رضوان في وجداننا جميعاً، وزيراً كان أو خفيراً، فمن تسبق أخلاقه منصبه، دائماً يُحمد بين الناس .

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟