في ابريل عام 2004 توفى الفنان محمود مرسي، بحثت في ارشيفه لاكتب بروڤايل عنه، فلم أجد سوى قصاصة من سجل أعماله، وهو ما سجلته الصحف فقط، لا حوار ولا مقابلة تليفزيونية ولا أحاديث إذاعية، إنه الفنان الصامت المبدع دوماً، كان يعمل دون أن يتكلم، وإذا تكلم كانت كلماته أناشيد وحكم وطنية وتربوية ومناهج إجتماعية تساهم في خلق أجيال واعية، وهذه هي الرسالة الحقيقية للفن والفنان .
لقبه جمهوره بـ"عتريس السينما"، بعد دوره الناجح في فيلم "شيء من الخوف"، الذي ساهم في صنع نجوميته الكبيرة، لينطلق بعده محمود مرسي في مشواره الفني، ويقدم مجموعة منتقاة من الأعمال الفنية.
كتب محمود مرسي نعيه بنفسه قبل وفاته في 24 أبريل 2004، بمسقط رأسه في الإسكندرية، إثر إصابته بأزمة قلبية حادة عن عمر ناهز 80 عاما أثناء تصوير مسلسل "وهج الصيف"، ورغم قلة أصدقائه حرص على تقديم الشكر للبعض الذين أثروا في حياته.
تزوج الفنان محمود مرسي مرة واحدة فقط من الفنانة سميحة أيوب، وله ولد واحد اسمه علاء، ومن المفارقات الغريبة في قصة زواجه، أنه رغم حبه لسمحية ونجاحها في كسر عزوفه عن الزواج، فإن زواجهما لم يدم طويلا...ويبدو أن مرسي تأثر بالدور الذي لعبه في فيلم "الباب المفتوح"، وغير في قناعته فيما يتعلق بـ"حب الأستاذ لتلميذته"، ليسهم ذلك في طلاقه، حيث أدركا أن انجذابه للفنان سمحية أيوب كان مجرد حب تلميذة لأستاذها والعكس، فطلقها وعاد إلى حياة العزوبية مرة أخرى.
قال مرسي في تصريحه التلفزيوني الوحيد: "انفصال والدي عن أمي أثر في نفسي على المدى الطويل بالغ الأثر، ذلك أن درجات من الشك والإحساس بعدم الأمان والقلق ظلت ملازمة لي طوال حياتي".
وقد برع الفنان القدير في أدوار الشر، خاصة في دور ضابط السجن في فيلم "ليل وقضبان" مع سميرة أحمد ومحمود ياسين، وفي دور "بدران" في فيلم "أمير الدهاء "، وكذلك دور "عتريس" في فيلم "شيء من الخوف".
كان محمود مرسي يعمل في إذاعة ال BBC البريطانية "القسم العربي" حين وقوع العدوان الثلاثي على مصر
فخرج على الهواء قائلاً: ان هذه هي اخر حلقة اقدمها في هذه الإذاعة حيث انه لا يمكنني ان اعمل او أقيم في دولة تشن حالياً عدواناً على بلادي وتدمرها وتلقي بقنابلها على اهلي في مصر ولتلك الأسباب اقدم استقالتي على الهواء وسوف اعود الي بلادي أقاتل بجانب اهلي أعيش معهم او اموت معهم .