للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...علاء حجازي والذين ظنوا أنهم سيخرقون الأرض

كلمتين ونص...علاء حجازي والذين ظنوا أنهم سيخرقون الأرض

الكاتب : عثمان علام |

06:43 am 01/11/2018

| رئيس التحرير

| 1602


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام

ظل المهندس علاء حجازي رئيس شركة إنبي الحالي، سنوات طوال بعيداً عن كاميرات الشاشة وعدسات المصورين وأقلام الكتبة من الصحفيين، فلم تحدث بينه وبين الإعلام اُلفة ولا محبة ولا جذب ولا تشويق، حتى في عز أزمته في عهد الإخوان لم يرفع سماعة التليفون ليوجه الشكر لمن ساندوه في محنته، وكان السبب معروفاً، وهو أن علاء حجازي ينكمش خلف الأضواء .


وشخص بهذه الصفات، يصعب علينا نحن كصحفيين تقييمه أو الكتابة عنه، فهو ليس بهجومي حتى تهاجمه، ولا بالودود الذي تمجده، ولا بالمتواصل حتى تشد حبال الوصل أو تهديه أغنية لكوكب الشرق تطربه .


لكن هو مثل الأديب كامل الشناوي، الذي تحبه وقت أن تعرفه، ولهذا كان يهرب إليه تلاميذ العقاد من شدته وصلفه، ورغم أنهم كانوا يلتقونه لأول مرة، إلا أنهم لم يتكبدوا مشقة حبه لهم ولا حبهم له، كانوا يحبهم ويحبونه من أول نظرة، وأطلق الكتاب عليه لقب الأديب صانع السلام بمجرد مصافحة الأيد .


مرات معدودة هي التي قابلت فيها علاء حجازي، ومرات أقل عدداً التي تحدثت إليه فيها، وللأمانة بت نادماً على عدم معرفة هذا الرجل من زمان، لكنه هو الذي كان يتمنع ويتدلع بحكم بعده عن كل ما هو journalist ، لكن شاء القدر أن تربطنا علاقة وجدانية وثيقة الصلة به، ليس طمعاً في شيئ بقدر الإعجاب الزائد بجهوده التي بذلها في حقل ظُهر، بل وجهوده الفنية والعملية و الأدبية والأخلاقية في إعادة إنبي لوضعها الطبيعي، وإن كان قراره برئاسة الشركة تأخر كثيراً .


وإذا كان الشيئ بالشيئ يُذكر، فإن من سبقوه، ضاقت عليهم وعلى غيرهم الأرض بما رحبت، و بينما يتسع أضيق مكان في هذه الحياة لاستيعاب ملايين البشر، تضيق على الناس الدنيا باسرها حتى لو كانوا يملكون نصفها، بفعل آثامهم وصراعاتهم وإبتلاء الله لهم...والحياة عندما تتسع للجميع تختفي الصراعات، وتتحول الضغينة لحب، ويتآلف الكل فيما بينهم ، وهو ما حدث في إنبي الآن .


وقد اتسعت الحياة في مصر لأكثر من مائة مليون مواطن، وفي الصين لأكثر من مليار و400 مليون بني آدم، لكنها ضاقت على من سبقوا بسبب سبعة نفر لا حول لهم ولا قوة، فظنوا أنهم اكبر وأفضل منهم، وأنهم عندما يرفعون ايديهم يغلقون أبواب السماوات، ويحجبون ضوء الشمس فلا تشرق...لقد عاشوا أضغاث أحلام، ولم يكونوا ليعلموا أن أي إنسان مهما ملك، ومهما علت منزلته وارتفع قدره، وذاع شأنه بين العامة والخاصة، لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا.


وهكذا فعل حرف A و H، فقد نكلوا وشكلوا واستبعدوا وخصموا وأذاقوا غيرهم مرارة غضب السلطان الذي يجور على حقوق غيره دون ردع من أحد، لكن وقبل أن يبلغ أحدهما ظلمه مداه، لطمته يد الله فوق وجهه وعلى وجنتيه واذنيه وعينيه ويديه ورجليه وساعديه وحاجبيه، فما كان ينوي فعله بغيره فُعل به، وها قد اقتص الله منه في الدنيا، ليبقى عقاب الأخرة واقع لا محالة، لأن الله يقول: " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا، يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا"


لهذا، فكل الذين اتخذهم A أو H خلائل لهم سيشهدون عليهم، لأنهم إنما أئتمروا بأمرهم، وارتكبوا ما ارتكبوه بإيعاذ منهم .


وليجعل الله أعمال علاء حجازي في ميزان حسناته، وجزى الله طارق الملا خير الجزاء لحسن الاختيار ...وعاشت إنبي شركة عملاقة بعقولها ومهندسيها وفنييها  وكل من يعمل فيها إلا صلاح السعيد .

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟