للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...في ذكرى عمر المختار "حاربناكم وذلك يكفي"

كلمتين ونص...في ذكرى عمر المختار "حاربناكم وذلك يكفي"

الكاتب : عثمان علام |

05:24 am 17/09/2018

| رئيس التحرير

| 1999


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:


ظل عمر المختار يحارب الطليان عشرين سنة، وفي الوقت الذي خان فيه السونسيين وطنهم، وباعوا المقاومة للإيطاليين، وبينما هم في غمرة من المال والنعيم، ظل عمر المختار مجاهداً بطلاً قائداً صامداً ضد أعداء بلاده..لقد قال كلاماته المشهورة "حياتي ستكون أطول من حياة شانقي"..وظل ولا يزال عمر المختار هو الباقي أبد الدهر..بينما من سلبه روحه وحياته، مات دون أن يذكر التاريخ حتى اسمه.


سبعة وثمانين عاماً مضت على رحيل المجاهد العظيم، ورغم طول الرحيل، تظل سيرته مخلدة فى تاريخ القومية العربية ، فهو البطل الذى قدم بطولات أرهقت المحتل الإيطالى، وعلى الرغم من أن الرجل بدأ جهاده وهو شيخ فى الثالثة والخمسين من عمره، إلا أنه استطاع الاستمرار لأكثر من 20 عاماً أن يقود المعارك، حتى وقع "أسد الصحراء" أسيرا فى يد الجنود الطليان، لتتم محاكمته ويتم تنفيذ حكم الإعدام فيه فى صباح يوم 16 سبتمبر 1931.


و الشهيد عمر المُختار لقب بالعديد من الألقاب منها، شيخ الشهداء، وشيخ المجاهدين، وأسد الصحراء، وهو قائد أدوار السنوسية فى ليبيا، وأحد أشهر المقاومين العرب والمسلمين عبر التاريخ، وينتمى إلى بيت فرحات من قبيلة منفة الهلالية التى تنتقل فى بادية برقة.

 

لم يلقب المختار بألقابه البطولية من فراغ، فهو سيد الشهداء الذى لم يتنازل عن كبريائه وموقفه من العدو الإيطالى حتى وهو على مقصلة الإعدام، وشيخ المجاهدين الذى ظل يحارب وهو فى السبعين من عمره بلا توقف حتى تم القبض عليه، أما لقبه أسد الصحراء فغير ما قام به الرجل من بطولات فى صحراء ليبيا جعلته يظهر فى مخيلة الأعداء الطليان على أنه شبح أو أسد لا يقهر.


و يوضح كتاب كتاب "عمر المختار" للمؤلف والمؤرخ الليبى محمد الطيب بن إدريس الأشهب واقعة تكشف أنه وبحق أسد للصحراء العربية، ويحكى الكاتب، عن واقعة عاصرها للزعيم الليبى، حيث كانوا فى قافلة بالصحراء، وما أن انحرف سير القافلة إلى أحد المضايق فوجئ الجميع بأسد يتطلع إليهم، حتى إن أحدهم قال خوفا، "أنا مستعد أن أتنازل عن بعير من بعيرى ولا تحاولوا مشاكسة الأسد".


ويضيف الأشهب، "وانبرى عمر المختار ببندقيته فرمى الأسد بالرصاصة الأولى فأصابته، ولكن فى غير مقتل، واندفع الأسد يتهادى نحونا فرماه بأخرى صرعته، وارتبكنا جميعا خوفا، وأصر عمر المختار على أن يسلخ جلده ليراه غيرنا من أصحاب القوافل، فكان له ما أراد


مات أبيه وهو صغير ونشأ يتيما وحفظ القرآن وهو في سن التاسعة، ولم يكن عمر المختار بطلا وهو شيخ كبير كما يعتقد البعض، ولكنه بطل طول حياته، ففي شبابه ذهب ل تشاد و جاهد هناك ضد المستعمرين الفرنسيين وأذاقهم هناك من العذاب ألوان .


تنقل المختار في أنحاء شرق أفريقيا والصحراء الكبرى وبنى المساجد والزوايا فيها ليعلم الناس دينهم ونشر الإسلام بينهم، وبعد الغزو الايطالي لبلاده ليبيا عام 1911 عاد إلى وطنه و خاض ضد الإيطاليين أكثر من 267 معركة انتصر في معظمها و ألحق بالإيطاليين خسائر فادحة ، حتى أن حكومة إيطاليا تغيرت 4 مرات بسبب الهزائم المتتاليه في ليبيا .


قتل الإيطاليون زوجته وذنبها الوحيد أنها زوجة عمر المختار و عمدوا الي إحراق جثتها بخيمته .


عمر المختار الذي كان وسط الجهاد يختم القرآن مرة كل أسبوع ويحفظه للصبية ويقوم الليل ويصوم يومان في الاسبوع ولا ينام إلا 5 ساعات، وكان اغلب طعامه حليب الماعز والتمر و الخبز ، وكان يحب عصيد الشعير والتمر الذي تجيد إعداده زوجته .


كان كل ما يملكه في الدنيا مصحف صغير ورثه من أبيه و نضارة غنمها من جنرال إيطالي وحصان اهداه له صديقه يوسف بورحيل، وثوبان يغسل واحد ويلبس الآخر، ورغم ذلك رفض عروض الإيطاليين بمنزل فخم ومزرعة وراتب شهري قدره 5000 ليرة ايطالية وان يتعلم أبنائه في إيطاليا مقابل تخليه عن الجهاد .


أسر الإيطاليون عمر المختار بعدما سقط من فوق حصانه وتهشم وجهه والقوة التى أسرته كانت تسمى "قوات السفاري الليبية "، واغلبها من الخونة العرب والمرتزقة الأثيوبيين ،ولم يعرف الضباط الإيطاليون انه عمر المختار ( لعدم امتلاكهم صورة لوجهه ) إلا بعد وشاية من أحد الخونة والذي كان مجاهد سابق مع عمر قبل أن ينظم للقتال مع الجيش الإيطالي .


و عند إعدامه رثاه أمير الشعراء أحمد شوقي و شعر بالحزن عليه حتى السفاح غريتسياني الذي أسره ، وحاول أن يساومه بأن يأمر أتباعه بالاستسلام مقابل أن يضمن إطلاق سراحه .


كانت آخر كلماته قبل إستشهاده وتنفيذ الحكم فيه: نحن لا نستسلم..

ننتصر أو نموت..وهذه ليست النهاية..

بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه..أمَّا أنا.. فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي."


رحم الله عمر المختار

لمتابعة موقع المستقبل البترولي يرجى الدخول على الرابط التالي:

http://www.petroleumfuture.com

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟