المناهج لاتتغير ولا تتبدل ، وكلما أخطأ مسئول في مكان جاء من بعده ليكمل ، بل لُضيف أخطاء أخرى أشد خطأً من الأولى ، وكأنهم لم يسمعوا شيئاً عن الحديث الشريف" من سن في الإسلام سنةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ، ومن سن سنةً سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها"،-ودائماً الشق الثاني من الحديث هو ذلك المنهج المتبع والمعمول به.
فترى رئيس شركة ما حصل على ميزة ب٢٥٠ ألف جنيه وبدون وجه ، والجهاز المركزي أعترض ، وكاهن المالية مررها بحيله الشيطانية ليحصل هو نفسه عليها ، يأتي من بعده ليسير على ذات المنهج ، بل إذا كان رئيس الشركة منح سيارات لعدد ١٠ من المعاشات ، يأتي من يخلفه ليجعلها ٢٠ ، ولم يحاول أن يتقى الله ويتبع الشق الأول من الحديث ، فيمنع الميزة "السُحت" لأنها مال حرام ، أو يسحب السيارات لأنها مال عام ، أو يلغي مصايف مراسي لأنها رجس من عمل الشيطان ، لا ، بل يسير على ذات الطريق ، إنه طريق الوحل.
ورغم أن لوسي بن طنط فكيهه مات ، لكنه خلفّ لنا "لوسيهات"كثيرة ، توارثت دلعه ومياصته وفساده ، دون أن تشاهد أدواره وهو يتمايل ويتراقص ويفسد ويمنح ويمنع بمزاجه ، أنثى أخرى ، ولكن بشعر قصير ، فيعدلوا عما هم فيه ، ويصبحوا رجالة مشيةً وكلاماً وقراراً ...وللأسف كلما خرج لوسي إلى المعاش جاء بعده حفيده "لوسي" الثاني عشر ، ثم الثالث عشر وهكذا ، ولم يعد بإستطاعة الواحد منا أن يفرق بين لوسي الأول ابن طنط فكيهه ، أو لوسي الثاني إبن طنط عدلات ، فكلهم في القرار "لوسي" !!!