للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...عبدالوهاب ونهلة القدسي..حب دام للابد

كلمتين ونص...عبدالوهاب ونهلة القدسي..حب دام للابد

الكاتب : عثمان علام |

05:42 am 11/09/2018

| رئيس التحرير

| 1734


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

في مذكراته المسجلة بصوته، أعترف موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بأن والدته كانت أجمل سيدة في الدنيا، وأنه عرف حبه الحقيقي لها عندما جلس وهو صغير السن على رجل سيدة فنانة كانت في عمر والدته، الجميع كانوا يرونها جميلة، غير أنه عندما شاهد المساحيق تكسو وجهها، ورائحة عطرها تفوح منها، فأدرك قبحها، وجمال والدته الطبيعي، وكيف كانت أمه تفوح عطراً وجمالاً وهي لا تجمل شفتاها ولا تتعطر، بل كانت ورغم خدمتها له ولإخوته ووالده في البيت نضرة البشرة طيبة الرائحة صبيحة الوجه .

كان محمد عبدالوهاب جان السينما ومعشوق النساء في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، وأحب الجمال وقدّر الأنوثة، فتغنى للحب والعشق كثيرا، وتزوج عدة مرات، وبالرغم من ذلك فإن موسيقار الأجيال لم يعرف طعم الحب الحقيقي إلا بعد أن تعدى الخمسين من عمره.

ورغم التفاف الجميلات حول عبد الوهاب في بداية حياته الفنية وعشقه للجمال، لكنه كان دائما يسعى وراء فنه ونجاحه، ويخاف من الفشل.

ومع أوائل الثلاثينات اصبح محمد عبد الوهاب واحد من أشهر المطربين في مصر، يتمتع بوجاهة وصوت عبقري، ويرافق الأمراء والباشاوات، ويحل ضيفا دائما في حفلات الطبقة الأرستقراطية، حتى قابل الأرملة الثرية زبيدة الحكيم، والتي كانت تكبره بحوالي ربع قرن فتزوجها، ويقال إنها ساعدته في دخول السينما حيث ساهمت في إنتاج أول أفلامه "الوردة البيضاء" عام 1933.

واستمر هذا الزواج عشر سنوات قدم خلالها عبد الوهاب حوالي 4 أفلام، وحقق خلالها شهرة واسعة، وباتت صورته معروفه عبر السينما مما زاد من عدد المعجبات، ولكن رغم نجاحه الفني انتهت أولى زيجاته بسبب غيرة زوجته من الجميلات.

وبينما كان عبدالوهاب يصور فيلم “يحيا الحب”، وجه عبد الوهاب لبطلة الفيلم ليلى مراد أول صدمة عاطفية في حياتها، ولم يترك لها الفرصة حتى لتبكي على حبها الضائع !

أعجب موسيقار الأجيال بصوت الجميلة ليلى مراد، وساندها لتقف أمام كاميرات السينما، وجعلها بطلة الفيلم، وقدم لها عدد من الأغاني، لكن الشابة الصغيرة ليلى مراد كانت ترى في عبد الوهاب الرجل الذي تحلم به الفتيات، فدق قلبها له، وزاد ذلك خلال تصوير الفيلم، وقررت ليلى أن تعترف لموسيقار الأجيال بحبها، فتشجعت وواجهته، ولكنه لم يعطها اهتماما، فحاولت ليلى أن تثبت حبها وغيرتها على عبد الوهاب الذي صدها بوضوح لأنها تعاملت مع إعجابه بصوتها وفنها على أنه حب، وذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة فهو فقط معجب بصوت ليلى مراد، ورغم حزن ليلى على فشل قصة حبها الأولى كان عليها أن تصور أغنية “يادي النعيم اللي أنت فيه ياقلبي بعد العذاب”، وهي تنظر بحب وسعادة في عيون عبد الوهاب الذي كسر قلبها منذ لحظات، وهي القصة التي روتها حنان مفيد فوزي  في كتابها عن ليلى مراد “سيدة قطار الغناء”.

وبعد فترة من طلاقه الأول تعرف محمد عبد الوهاب بالسيدة إقبال نصار، وتزوجها وعاش معها حوالي 17 عاما، وأنجب منها خمسة أبناء هم أحمد ومحمد وعصمت وعفت وعائشة، والذين وصفهم والدهم محمد عبد الوهاب في إحدى حواراته أنهم لديهم جميعا أذن موسيقية ويحبون الغناء، ولكنهم لم يحترفون الموسيقى ولا يعرف عبد الوهاب السبب وراء ذلك.

ورغم الحياة الطويلة التي عاشها عبد الوهاب والسيدة إقبال الزوجية، لكن الخلافات دبت بينهما حتى انفصلا عام 1957، وهو نفس العام الذي التقى فيه بزوجته الثالثة.

قصص الحب في حياة عبد الوهاب لم تكن فقط قصصه الخاصة، ولكن موسيقار الأجيال الذي كان يعشق الفن ويعيش حياة الفنان ويغني للحب في كل الحالات رفض وبشكل قاطع قصة الحب التي نشبت بين ابنته عائشة والمبدع بليغ حمدي، رغم علاقة بليغ بأستاذه عبد الوهاب كانت وطيدة، ورأي موسيقار الأجيال في الملحن موهبة واضحة وموثقة في لقاءاته، حيث عرف أنه صاحب ألحان رشيقة وجميلة وعشرية أي تصادق الأذن، وكان بليغ يتردد على منزل عبد الوهاب مثل كل معاصريه في تلك الفترة.

ويحكي الإعلامي الكبير الراحل وجدي الحكيم عن قصة ارتباط عائشة ابنة عبد الوهاب مع بليغ حمدي الذي ذهب لموسيقار الأجيال ليطلب الزواج من ابنته فرفض الأخير من البداية، وقال لبليغ إنه يرفض زواج ابنته من فنان فهو يعلم علاقات بليغ وتاريخه، وهذا ما لا يقبله عبد الوهاب لابنته، فرفض الموضوع من الأساس لكن ذلك لم يؤثر مطلقاً على علاقة بليغ وعبد الوهاب الفنية.

اما الحب الخالد في حياة موسيقار الأجيال، فقد كان في عام 1957 عندما ذهب الى لبنان، وذهب للاستماع له مجموعة من الأصدقاء، كانت من ضمنهم سيدة جميلة تدعى نهلة القدسي، والتي أسرت موسيقار الأجيال، وهو في سن الـ 55، فتزوجها بعد 9 أشهر.

وتحدث الإعلام عن تلك الجميلة التي تزوجها عبد الوهاب، وهي سورية الأصل من إحدى عائلات مدينة حلب، وانتقلت مع أسرتها إلى الأردن وتزوجت من الشاعر والدبلوماسي والسیاسي الأردني المعروف عبد المنعم الرفاعي، ولكنهما انفصلا ولم يكملا حياتهما الزوجية، وتعرفت السيدة نهلة على عبد الوهاب وتزوجته عام 1958.

وتروي السيدة نهلة تفاصيل لقائها وزواجها من الموسيقار الكبير وقصتهما التي بدأت في لبنان عام 1957، فهي كانت عائدة من أمريكا والتقت بأصدقائها وذهبت معهم لسماع عبد الوهاب، وبدأ تعارفهما، ولم تكن السيدة نهلة على دراية كبيرة بالفن العربي، ولكنها كانت معجبة بكوكب الشرق أم كلثوم.

وفي عام 1958عٌقد قران محمد عبد الوهاب والسيدة نهلة في دمشق بحضور الكاتب الكبير أنيس منصور، وأمضيا شهر العسل في أحد المنتجعات السورية، ثم عادا إلى مصر، وشعرت السيدة نهلة القدسي أنها تعيش مجازفة بزواجها والاستقرار بمصر مع فنان في حجم عبد الوهاب يعيش في الوسط الفني والإعلامي.

وكما تروي مروة بدوي، يبدو أن السيدة نهلة حققت لعبد الوهاب الاستقرار والحب والتفاهم، وجعلته يراها “النصف الحلو في حياته أو حياته الحلوة كلها” كما وصفها موسيقار الأجيال في حواره مع الإعلامي طارق حبيب، وقال إنها تستوعب احتياجاته كزوج وفنان ويعتبرها المستمعة الأولى له.

وبات منزل محمد عبد الوهاب ملتقى للأصدقاء والمشاهير يجمع فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وليلى فوزي وزوجها الإعلامي جلال معوض وغيرهم بفضل السيدة نهلة، فهي سيدة مجتمع من الطراز الأول، وظل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب يعيش حياة هادئة مع حبه الخالد زوجته السيدة نهلة القدسي على مدى أكثر من 30 عاما، وحتى رحيله في عام 1991.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟