مع قدوم كل عام جديد نشبع العام الذي سبقه سباً وقذفاً وضرباً بالنعال، وكلاً يسطر على صفحته أو في كتابه سيلاً من الشتائم ، وكأنه يسب ولد عاق أو خادم غير مطيع...والرسول"ص" نهى عن سب الأيام والسنين، فقال: -لاتسبوا الدهر فإن الله هو الدهر...وليس من أسماء الله كلمة الدهر، لكنه هو الخالق والمتصرف في كل شئون حياتنا ، ومن ثم لايجب علينا أن نكيل كل هذه الشتائم والسباب لشئ صنعه الله...كما أنه سبحانه قال:-"وتلك الأيام نداولها بين الناس"، فهي واحدة، وتمر علينا جميعاً ، فالذي يفرح في يوم يحزن في آخر، وهكذا الحياة، لكن لاتغيير في الأيام، إذاً أين يكمن العيب؟، العيب يكمن فينا نحن ، والشاعر كان محقاً عندما قال:نعيب زماننا والعيب فينا...ومالزماننا عيب سوانا.فالذي أصابه هم وغم في وقتٍ ما يعتبره أسوأ الاوقات، بينما الذي أصابه فرح وسرور في ذات الوقت يعتبره من أحسن الأوقات.وليعلم كلاً منا انه يجني ماصنعت يداه، فإن قدم خيراً وجده، وإن قدم شراً حصده،وكان الإمام علي بن ابي طالب يقول:الدار داران لا ثالث لهما ، والكتاب واحد لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها ،ألا وإن حب الدنيا رأس كل خطيئة وباب كل بلية ومجمع كل فتنة وداعية كل ريبة ، الويل لمن جمع الدنيا وأورثها من لا يحمده ،وقدم على من لا يعذره ،الدنيا دار المنافقين وليست بدار المتقين فلتكن حظك من الدنيا قوام صلبك وإمساك نفسك وتزود لمعادك.
فلاتسبوا الأيام ، بل حاسبوا أنفسكم بما قدمتم، ولتعلموا أن أعمالكم صنعة أيديكم....وكل عام وأنتم بخير!!!
