في كل مساء ينقلب علينا الإعلاميين بمختلف أشكالهم وتوجهاتهم، كلاً منهم انبرى مخاطباً من يجلسون إلى الشاشة، مستخدمين لفظ "أنتم"، مشيرين بأصابعهم العشرة تجاهنا، ادير وجهي يميناً ويساراً فلا أجد إلا زوجتي، اسألها: هل هم يوجهون الكلام الينا ؟..نعم يوجهون الكلام الينا...رشدوا واربطوا الحزام وبلاش تاكلوا وجبتين خليها واحدة بس، أنتم السبب في كذا وكذا، انتم الفاسدون والمحبطون وسبب البلاوي كلها...اعاود النظر يميناً ويساراً فلا اجد سوى نفسي وزوجتي، وعزمي واديب ولميس وموسى على الشاشة، اتعجب في صمت، آه يا ولاد التيت، يا اللي بتقبضوا ملايين، بقى احنا سبب كل حاجة وانتم الملائكة؟...في النهاية قرفت بما فيه الكفاية، فتوقفت عن مشاهدة هؤلاء الكهنة، وكل البرامج الدينية، وما احلى الفرجة على افلام الأبيض والاسود وافلام الكارتون وجيمس بوند .
كل شيئ بات مرهوناً بالمصلحة، وهذا ذكرني بالمطربة شيرين عندما غنت لمصر" مشربتش من نيلها"، وهي داخل مصر، لأن مصر دفعت لشيرين ملايين الجنيهات، شيرين سافرت فشتمت مصر، لأن النيل إللي كان بيديها توقف وبقى فيه بلهارسيا... ووزير على الكرسي شغال كلام عن كراماته وإنجازاته، ولما بقى سابق عمل ثورجي، ومسئول على الكرسي بيمدح وينافق، لكن لما طلع معاش، بقى خبير وبينتقد الفساد الموجود، مع أنه هو نفسه إللي خلف الفساد وراه.
حتى الإعلاميين والصحفيين في القنوات والجرائد الحكومية، أقلامهم وأصواتهم لا تسكت لحظة عن حديث الإنجازات، وعندما يعتلوا منابر خاصة هاتك يافساد ونقد وجلد في مصر، في الداخل والخارج.
يعني كل شيئ مرتبط بالمصلحة، مرتبط بوجودك على الكرسي، وأول الكرسي ما يلف ويروح لحد تاني، يتحول صاحبه الأولاني لثورجي وبطل، وياما ناهض وحارب وشجب وأدان الفساد.
أد أيه نخبة منافقة ومصلحجية ومنفعجية، أد أيه لوثتوا عقولنا وأفكارنا، أد أيه دمرتونا بالحكم والمواعظ...صدقوني أن السبب في الفساد والفشل الناس إللي بيتكلموا عنهم دلوقتي مش حد تاني...أتقوا الله وأرحموا مصر، وكفاية بهدلة في البلد، وكفاية هبش ملايين، وسيبوا الرئيس يشتغل بدون نفاق منكم، يمكن يقدر يعمل حاجة لأولادنا، ويصلح شوية من مصايبكم ياكهنة هذا الزمان وكل زمان
