للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص..."خطاب" ومحاولة الإنقضاض على القطاع

كلمتين ونص..."خطاب" ومحاولة الإنقضاض على القطاع

الكاتب : عثمان علام |

08:16 pm 02/07/2018

| رئيس التحرير

| 1530


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام

غير مألوف ان لايتعرض الناس في هذه الدنيا للمرض أو للعوارض الطبيعية التي تصيب الإنسان، وغير مألوف أن نعتبر ذلك عيب وسبة في جبين كل من يمرض او تصيبه وعكة صحية قد تكون نزلة برد أو حتى إسهال بفعل الخروج من الصيام وتناول كحك العيد .

ولم تكن قصة مرض المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء السابق ببعيدة عنا جميعاً عندما قامت الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي بنشر صور له وهو مريض، وكأن الرجل تعمد ان يمرض ليكسب عطف الناس حوله، وكأن مرضه لم يكن مصيبة نخشى حتى سماعها وليس الإصابة بها، لكننا للاسف في مجتمع بات يتلذذ بتناول مثل هذه الأخبار وكأنها وجبة دسمة لابد من تجرعها يومياً .

ومنذ ايام نُشر أن السيد ابراهيم خطاب وكيل وزارة البترول مريض وانه جاري البحث عن بديل...ودون الدخول في تفاصيل ما تم نشره، لأن من نشر حصل على معلوماته من بعض المصادر التي توصل اليها، لكني على المستوى الشخصي نشرت بعد التواصل مع الرجل شخصياً انه بصحة جيدة ويمارس عمله دون توقف.

ودعونا نسلم أن الرجل كان مريضاً، ليأتي السؤال: اليس من حقه أن يمرض ويتعب وينهكه العمل فيخلد للراحة بعض الوقت؟، واليس من حقه كإنسان طبيعي أن يحصل على اجازة مثل باقي الموظفين لقضاء بعض حاجاته ومتطلبات بيته واسرته كباقي البشر؟، واليس من حقه أن تمنعه الظروف عن الرد على هاتفه الذي لا يكف عن الصياح صباح مساء؟..واليس من حقه أن يرى البحر مع أسرته كعادة كل المصريين فقراء وأغنياء؟...أرى أن الرجل من حقه فعل كل ما سبق، ورغم ذلك هو لم يمرض ويمارس عمله بانتظام ويذهب الى مكتبه ويرد على هاتفه ويلتقي الناس ويحضر الاجتماعات التي تتطلب حضوره، ولم يذهب إلى البحر .

لكن ما الذي جعل ابراهيم خطاب يأخذ هذا الحيز في نفوس العاملين بالقطاع إلى هذا الحد؟...وما الذي جعل الجميع يتركون أخبار رئيس الهيئة ورؤساء القوابض والشركات التابعة وينشغلون بأخبار ابراهيم خطاب؟...وما الذي جعل البعض يتداول قضية أن خطاب سيترك منصبه وأن بعض الأعضاء يطلبون ذلك؟..ومن أدراكم أنه لو ذهب خطاب ستنقضي السياسة التي عُهد اليه بتنفيذها ؟

حقيقةً انا لا أستطيع أن اجزم بالسبب الحقيقي وراء ذلك كله، وإن كانت هناك تفسيرات غير منطقية تلوكها الالسنة في كل وقت وحين، كوقف التعيينات ومنع رؤساء الشركات من مزاولتها، وتمكنه من حركات النقل والترقيات وما شابه ذلك.

وحتى يعلم من يعلمون ومن لا يعلمون، فإن المكتب الذي يجلس فيه ابراهيم خطاب هو ذاته الذي كان يجلس فيه قيادات كثيرة سبقته للكرسي، والمهندس طارق الملا وزير البترول لم يختلق هذا المنصب من أجل ابراهيم خطاب، بل ولم يبتدع خطاب نفسه سياسة منفردة وشخصية يمارسها دون توجه او تعليمات او قرارات من الوزير، والأحرى أن نقول ان كل قرار يصدر من الوزير فإن خطاب وحده هو المنوط بإبلاغه للقيادات.

إذاً ليست سياسة وزارة البترول ابراهيم خطاب هو من يرسمها أو يحركها، فهو لم يكن صانع لها يوماً، لأنها متوارثة عبر السنين، وما يحسب له أنه الشخص الوحيد الذي عمل على تحمل أعباء نفسية ووظيفية ما كان لموظف حتى الباحث عن مصلحته الشخصية أن يتحملها، لولا المصلحة العليا للقطاع، هذه المصلحة التي غابت بعض الوقت عندما وجدنا بعض رؤساء الشركات يسيئون استخدام السلطة وخاصة في قضية التعيينات، وليذكر الجميع أن رئيس شركة الاسكندرية للبترول الاسبق عين قبل خروجه للمعاش بأسبوعين أكثر من 80 موظف جديد، وهذا ما تكشف إبان خروجه للمعاش، فما بالنا بما كان يحدث قبل المعاش، والأمثلة كثيرة.

ما نتج عن تصدي ابراهيم خطاب لهذه الظاهرة بقرارات من المهندس طارق الملا جعلت عداد العاملين في قطاع البترول يتراجعون، حتى وإن كانت هناك بعض الحالات يتم تعيينها، فمقابل ذلك مئات الموظفين يخرجون للمعاش كل أسبوع من شركات القطاع العام والمشترك الذين تم وقف التعيينات بهما مطلقاً، وهذا بلا شك أوقف الزحف الغير مقدس والإنقضاض على القطاع والذي كان يتم سابقاً، ولولا ذلك لحدثت الكارثة، ولتوقفت شركات كثيرة عن دفع رواتب موظفيها لعدم القدرة على ذلك...إذاً اين مكمن الخطر في هذه الافعال، وأين الفاجعة التي ارتكبها ابراهيم خطاب حتى يبات حديث الصباح والمساء وهو لا يروق له ذلك ؟

ربما كانت قضية المهندس طارق الحديدي دليل قطعي على أكاذيب استيلاء ابراهيم خطاب على السلطة، فعندما تقدم الحديدي باستقالته قال البعض ان خطاب هو السبب، وهو ما جعل المهندس طارق الحديدي ينفي بنفسه هذه الاقاويل، ولو كان خطاب هو الذي دافع عن نفسه لقلنا انه نوع من إبعاد التهمة، لكن صاحب القضية هو الذي نفى ولا يزال كلما جاءت مناسبة وتم الزج باسم ابراهيم خطاب ينفي ويؤكد أن الرجل لا علاقة له بالأمر ، وأن ثمة علاقة طيبة تجمع بين الإثنين .

نخلص من هذا الأمر إلى ان قطاع البترول لم يتوقف يوماً عند شخص معين، ولم يغلق القطاع أبوابه بخروج فلان او مرض علان او موت قيادة بعينها، النهاية هي هي حتمية كل أمر، ومهما طال الزمن وتعاظمت السلطة فكل شيئً الى زوال، والنيل الذي ارتوى منه كل المصريين منذ بدء الحياة لم نسمع أنه يوماً قد جف، بل رأينا وسمعنا وقرأنا أن حضارات كثيرة اندثرت على ضفاف هذا النهر العظيم، ومن ثم لا يجب ان نضع الأمور في غير موضعها، وان لا نبالغ في النيل من فلان، لأن ذلك يعطي له تعظيماً هو غير طالبه، ولابد وأن يكون هناك إدراك بأن جميعنا لا يعيش منفرداً على كوكب خاص به، فنحن محاطون بالأسرة والمجتمع، وما يجب أن نعمد الى تشويه صورة بعضنا البعض، فهذه الصورة وإن كنت تراها أنت غير جديرة بأي استحقاق، لا شك انها في نظر الكثيرين غيرك جديرة بما هو أكثر من ذلك..."وليعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون".

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟