تقريباً كل مشاهير العالم في الشرق والغرب هم من أصحاب الكلمة..حتى الأنبياء والرسل كانت رسالتهم الكلمة ..الفلاسفة والشعراء والكتاب والنقاد وأهل الفن ..وحتى بعض الزعماء ..كانت الكلمة هي أساس عملهم ..وبالكلمة سيخلدون أبد الدهر.
مصطفى كامل أطلقوا عليه الزعيم الثائر دائماً لمجرد أنه كان يقول كلاماً ويخطب في الناس ...ولم يكن سقراط بالذي شيد الجسور أو رفع البنايات ..لقد كان فيلسوفاً شغلته الكلام..وهو الذي قال: بكل الأحوال تزوج ..لو حصلت على زوجة جيدة ستكون سعيداً ولو حصلت على زوجة سيئة ستصبح فيلسوفاً.
طه حسين لم يزرع ولم يحصد..كانت رسالته الكلام أيضا ..ولا تزال ذكراه خالدة بكلمات كتبها وقالها أمام الناس ..فهو الذي قال: مهما يبلغ الفقر بالناس .. ومهما يثقل عليهم البؤس ..ومهما يسيء اليهم الضيق..فإن في فطرتهم شيئاً من كرامة تحملهم على أن يجدوا حين يأكلون مما كسبت أيديهم لذة لا يجدونها حين يأكلون مما يساق إليهم دون أن يكسبوه أو يحتالوا فيه ..وإن من النفاق ما هو أصعب احتمالاً على أصحابه من الصراحة ...وأكثر الناس تزدهيهم الأماني ..ويعبث بعقولهم الاغراء ..فإذا هم من صرعى الغرور ..وإياك والرضى عن نفسك فإنه يضطرك إلى الخمول، واياك والعجب فإنه يورطك في الحمق، و إياك و الغرور فإنه يظهر للناس نقائصك كلها ولا يخفيها.
ولا يزال أنيس منصور حاضراً في مجالسنا بكلماته ..ومنها: أقسى عذاب لامرأة أن تخلص لرجل لا تحبه ..والمرأة ليس لها مبدأ ..فهي إما فوق المباديء أو تحت المباديء.
ونجيب محفوظ نال من الشهرة مالم ينالها ملك ولا أمير بالكلمات أيضاً ..ومن مأثوراته: قارئ الحرف هو المتعلم وقارئ الكتب هو المثقف ..والكتب تهييء للإنسان الحياة التي يهواها.
وتوفيق الحكيم ذلك الهرم الكبير عاش متحدثاً ومات متكلماً..وهو الذي قال :ليس للنساء عمل في الحياة سوى الحب ..أما حياة الرجل فهي حب العمل ..ومن هنا بدأ سوء التفاهم.
ولا يزال الكبير منا والصغير لا يذكر عن أجداده أنهم تركوا له الضياع والبساتين والملايين .. بل يذكرهم بما قالوه من الحكم ومأثور الكلام ...فللكلام معنى ومدلول ..فهو إن ساقك إلى الطريق الصحيح صلحت جميع أعمالك ..وإن ضلت الكلمة فسدت الحياة.
والله سبحانه يقول: يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا، يصلح لكم أعمالكم" ..وإن لم يكن القول سديد فلا صلاح للعمل.."إن الله لا يصلح عمل المفسدين.