ورد إليَّ من صديق عزيز تعليق على مقالة أمس كلمتين ونص..والتي كانت بعنوان" ليست عُصبة الأمم ولكنها عصابة الأمم".. حيث أرسل الآيات القرأنية التي ورد فيها لفظ "عُصْبَةٌ"..وجاء سياقها جميعاً ليدل على أن هذا اللفظ يستخدم في الجمع وللجماعة..وهو في معناه يدل على التكتل الذي يسخر جهوده في أعمال الشر والمكيدة.
وبهذا تكون كل الكلمات التي جاءت في سور القرأن عن العُصبة..إنما جاءت مجموعة ومقترنة بأعمال الشر والمكائد.
وليس هناك أشر من عُصبة الأمم التي تنتهك القوانين وتستبيح حقوق الشعوب..بدعوى الدفاع عنهم وعن الإنسانية..وفي الحقيقة هم يريدون مصالحهم هم..هم يريدون نهب وسرقة مقدرات الشعوب..لقد خربوا ودمروا العراق وليبيا واليمن وسوريا..قسموا السودان ويعبثون في كل مكان لنهب مقدرات تلك الشعوب وسرقة بتروله وغازه..إنهم بحق عُصبة..ماجمعهم إلا هدف واحد..إنه هدف المصلحة.. ولتذهب الشعوب إلى الجحيم.
لقد أظهرت الحرب السورية، بسبب المساحات الواسعة التي اندلعت عليها المعارك، أن في سوريا عشرات من آبار_النفط والغاز، والتي لم يكن يعلم السوريون عنها، شيئاً..وكان أكثر ما يدرسه التلاميذ في المدارس هو حقل "الرميلان" النفطي وحقل "السخنة" بتفرعاته.
حتى أن مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، لحقوق الإنسان، قال في مداخلة هاتفية مع قناة "الحدث"، وفي سياق عرضه لمعلومات عن تقدم قوات نظام الأسد باتجاه منطقة "السخنة" المحاطة بآبار الغاز والنفط: "نحن كسوريين، كنّا سابقاً، لا نعلم أن البادية السورية يوجد فيها الكثير من حقول النفط والغاز، وإذا به ومع ما يجري الآن، في سوريا، من عملية تدمير واستعادة سيطرة على مناطق من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).. كل المنطقة الواقعة بين جنوب الرقة إلى القريتين من أطراف حمص، إلى ريف دير الزور، كل هذه المناطق يوجد فيها الكثير من حقول النفط والغاز".
كما ان المعلومات عن عدد الآبار النفطية والغازية، في سوريا، لا تحدد أيّها دخل في الإنتاج، وأيّها بقي محفوراً، فقط. لذلك وحتى عام 2008، فإن الأرقام المتداولة لآبار النفط والغاز، كانت تشمل المحفور منها ما بين الاستكشافي والتنقيبي والإنتاجي. لتظل المعلومات الخاصة بإنتاجية هذه الآبار، مجهولة ولا تخضع لكشوف في الدولة، خاصةً وأن كمية النفط والغاز التي لم تكن تدخل في الإنتاج الفعلي، كان يتم وضعها في خانة "التسرّب النفطي" أو "التسرّب الغازي".
وقد ذكر ما بين عامي 2002 و2004 أن في سوريا 464 تسرباً نفطياً، يقابله 19 تسرباً غازياً، علماً بأن اقتصاد الدولة بغالبيته يستند إلى قطاع الطاقة، ولم يكن هناك تبريرات مقنعة لحصول هذه التسرّبات، لأهم سلعة اقتصادية في العالم.
ويشار إلى أن السوريين لم يكونوا يعلمون بأن البوادي السورية تضم هذا العدد الكبير وغير المعروف بالنسبة إليهم، من حقول النفط والغاز، سبقته تلميحات ومن أنصار الأسد أنفسهم، تتحدث أيضاً، عن أن السوريين لم يكونوا يعرفون إلا بئراً أو بئرين أو ثلاثاً في كتب الدراسة الرسمية...وبدا أن هذا السرّ الكبير قد بدأ يتكشف، ولو من باب التهكّم.
لمثل هذا أندلعت الحرب في سوريا من العدوان الثلاثي أو الرباعي او حتى الخماسي .