للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...ثمن فادح أن يكون إنفجار القنابل الوسيلة لأن يري الناس بعضهم

كلمتين ونص...ثمن فادح أن يكون إنفجار القنابل الوسيلة لأن يري الناس بعضهم

الكاتب : عثمان علام |

03:56 am 19/02/2018

| رئيس التحرير

| 1195


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

ليست بحالة حرب وليست حالة سلام، هل هي استعدادات مستمرة لأن يكون شيء ما لا هو حرب ولا هو سلم ..في الخناقات بين الأزواج يكتشف كل واحد منهم الآخر تماماً، كما تهز الإناء فتظهر الرواسب، أو كما يحدث أثناء الحرب، فالقنابل التي تنفجر تضيء قبل انفجارها، فتنكشف الأشياء لحظات قبل أن تتحطم، ولكنه ثمن فادح جداً أن يكون انفجار القنابل هو الوسيلة الوحيدة لأن يري الناس بعضهم بعضا، ولكن هذا يحدث بين الأزواج في لحظات التوتر الشديد .

ويحكي المبدع أنيس منصور فيقول: في إحدي قصص سومرست موم يقول الكاتب الانجليزي العظيم إن جماعة من اللصوص اختبأوا في أحد البيوت ... وكان الجو باردا، وكان علي واحد أن يخلع بعض ملابسه ويعطيها للأصغر سنا، ولكن الكبير بدأ يرتجف من البرد، ولم يشأ الصغير أن يعيد إليه ملابسه، وتشاجرا وتعالت الأصوات، ولكن يا روحي ما بعدك روح ...ولم يجد الكبير الذي شعر بالبرد الشديد إلا أن يشعل أخشاب البيت ...واهتدي إلي أن اللوحات الفنية النادرة المرسومة بالزيت هي أسرع الأشياء اشتعالا، ومد يده إلي واحدة منها ...فصرخ الشاب قائلا: يا مجنون ...لقد جئنا لسرقة هذه اللوحة ...إن ثمنها نصف مليون جنيه علي الأقل ...انها مستقبلنا جميعا !.

ولكن الرجل الكبير أصر علي إحراقها، فما كان من الشاب إلا أن خلع الجاكتة وأعطاها للرجل الكبير الذي يرتجف من البرد، وبدأ الشاب يرتجف من البرد هو الآخر، وكانت الغرفة خالية تماما، إلا من هذه اللوحة، أما أرضية الغرفة فمن البلاط ...وأما جدرانها فمن الطوب ..فلم يكن أمامهما إلا خلع الباب، وهو ثقيل جدا واشعال النار فيه، وفي الوقت نفسه يحاولان معا ألا تشتعل النار فتضيء الغرفة، فيراهم الناس في الشارع .

ولكن فجأة اشتعل الباب ،فهو أيضا مغطي بطبقة من الزيت، وامسكت النار في الغرفة الأخري للباب، وقد أدي الدخان المتصاعد إلي اختناق اللصين، وسقوطهما علي الأرض، ليدخل البوليس وينقذ اللوحة في آخر لحظة، أما اللصان فقد ماتا !

ففي الحياة الزوجية يحاول كل من الزوجين أن يري الآخر، أو يكشفه أو يفضحه أو يضبطه متلبسا، ولابد من اشعال النار لكي يري أحدهما الآخر علي ضوئها، ويكون الثمن فادحا، ولكن حب الاستطلاع عند المرأة أقوي، وهي من أجل أن تعرف بنفسها..بعينها وبأذنيها علي استعداد لأن تخسر قضيتها وتحرق البيت كله من أجل أن تري دبوساً توهمت أنه هدية من امرأة أخري، ولذلك، فهي تجعل المشاجرة تسخن وتشتعل، ويصبح الدخان خانقا لا يهم فإنها تريد أن تعرف.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟