للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...إنه فيلسوف البسطاء

كلمتين ونص...إنه فيلسوف البسطاء

الكاتب : عثمان علام |

04:06 am 18/02/2018

| رئيس التحرير

| 1562


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

عاش أنيس منصور عاشقاً للسفر..فهو الذي كتب: الأرض لله والناس أيضاً ولا فرق بين الناس هنا والناس في أي مكان .. فكل الناس ينشدون راحة البال، ويطلبون من الله أن يعطيهم المعدة ليهضموا الطعام ، ويعطيهم الطعام لتهضمه المعدة .. ويعطيهم الحرية ليفعلوا بما لديهم ما يريدون ..و أن يعــطي الجـميع ســـلاماً في النفس وفي الحب وسلاماً بين النفوس والعقول فكل أرض لله ..وكل ناس مخلوقات الله وكل رحلة هي في بلاد الله و بين خـلق الله .

لم يشعر يوما أنه ضاق من السفر..كان علي سفر دائم وكانت حياته رحلة امتدت بين قارات العالم شرقاً وغربا..وكان كتابه حول العالم في200 يوم أشهر كتب الرحلات في الأدب الحديث وطبع هذا الكتاب عشرات الطبعات...لقد كانت قصص ذات أسلوب وطابع خاص وكانت لديه طريقة خاصة في رسم شخصياته فلم يكن يعبأ كثيراً برسم الأحداث، ولكن كان أكثر اهتماماً برسم نزعات البشر الذين لم يكن يثق فيهم كثيراً...وكان من الممكن أن يكون صاحب نظرية فلسفية، ولما لا وهو الذي تتلمذ علي يد عبدالرحمن بدوي ثم سارتر وقبلهما عباس العقاد ولكنه أختار أن يعيش بين الناس وان بقيت الفلسفة مزاراً عزيزاً لديه.

ويحكي فاروق جويدة عنه فيقول: لم يكن أنيس منصور يحب الصحافة ولا أعتقد أنه تمني يوما أن يحشر مع فرسان صاحبة الجلالة فقد أحب الفلسفة وتمني يوم أن يكون فيلسوفاً واختار أن يكون فيلسوف الصحافة، غير أنه أحب الفلسفة وتزوج بالصحافة.

عاش أنيس منصور مع جيل الرواد في العمل الصحفي أمثال محمد التابعي وعلي أمين ومصطفي أمين ومحمد حسنين هيكل وجلال الدين الحمامصي وشارك معهم في صياغة أزهي عصور الصحافة المصرية..وفي بلاط السياسة عاش أنيس منصور فترة طويلة من الخوف والقلق والانتصار..ولم تكن تجربته مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كما أحب.. وان اقترب كثيراً من السادات وأصبح من أقرب الكتاب إليه، خاصة في أهم أحداث حياته وهو انتصار أكتوبر واتفاقية السلام.

لم يكن أنيس منصور إنساناً عاديا في حياته فقد تأثر كثيرا برحلته مع الحياة ومع الناس وأن بقي طوال الوقت مشغولاً ومهموماً بشيء واحد هو أنيس منصور نفسه.. لم ينجب أبناء برغم حبه المجنون وعشقه للأطفال وكانت ثقته بالناس قليلة وقليلاً ما كان يصدقهم..لقد كان إنساناً حزيناً برغم كل الضحكات، لقد أخذ الكثير من حزن كامل الشناوي والكثير أيضاً من قفشاته وسخريته.

كانت حكاياته تملأ أي مكان يجلس فيه.. وكان دائماً ضاحكاً حتي في أشد مراحل حياته ألما.. لقد تألم كثيرا في رحلته مع المرض في السنوات الأخيرة وظل حتي آخر لحظة يمسك بالقلم ومات هو يكتب..إنه فيلسوف البسطاء.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟