بعد رحلة عطاء طويلة وممزوجة بالحب والود بينه وبين كافة من عمل معهم أو عملوا معه، خرج الإنسان المحترم المهندس جلال الشاذلي لحياة أخرى، حياة ما بعد الستين.
ومن الصعب أن تقابل نموذج مثل جلال الشاذلي، لا في قطاع البترول ولا في غيره، فقد سلك الهدوء في حياته منذ البداية، وعمم تجربته على الجميع، أشاع الحب بين جموع الناس حوله، فكانت حصيلته وكنزه في الحياة ذلك الحب..وما أقل من هم مثله.
لقد عرفت ذلك الرجل منذ بعيد، غير أني تعرفت عليه منذ قريب، سألت من اقتربوا منه كيف وصلتم لهذه الدرجة من الحب لهذا الرجل؟،-فقالوا: لم نبذل مجهوداً في ذلك، كان هو الذي يحيطنا بعطفه وبحبه أينما تواجدنا معه، فوجدنا أنفسنا نهتف باسمه دون نفاق ولا تملق، دون أن نطلب منه عطية ولا مصلحة، فقط وجدنا أنفسنا نقترب منه، إنه عفيف اللسان، نقي السريرة، محمود السيرة، أدبه يسبق علمه .
لقد كانت حفلات تكريمه مظاهرة حب، تجمع الصغير قبل الكبير، والبعيد قبل القريب، والصعيدي قبل المنوفي..إنها ظاهرة يصعب تكرارها في هذا الزمان.
متع الله المهندس جلال الشاذلي بموفور الصحة، وأنعم عليه بكل الخير، وجعل ما هو آت من حياته أفضل مما مضى، وحقق الله النفع به لما فيه الخير للجميع .