كل الذين تعرضوا للحسد أو السحر أو القر أو الذين طلبوا منصب أو ولد أو عطية أو كُرسي طالعوا كتاب " الحصن الحصين"، ففيه الخير والبركة والحماية والوقاية.. ومع مرور الوقت أتضح أن هذا الكتاب فسد مفعوله مع الزمن، وأصبح لدينا حصن حصين آخر...ففي قطاع البترول مثلاً لدينا كتيبات "الحصن الحصين لرئيس الشركة المتين" و" الحصن الحصين للقيادات المتبتين"، وهي ليست كتيبات مُسطرةً على الورق، لكنها محفوظةً في النفوس..فمثلاً رؤساء الشركات الذين ظلوا لفترات في أماكنهم يوصون من يأتي بعدهم بحجاب البقاء لأطول فترة ممكنة..وكانت أبرز الوصايا التي أبقت على بعضهم في أماكنهم" تعيين أبناء القيادات"، أو منحهم سيارات وعطايا، أو ساعات ذهبية و تماثيل فضية..أو نقل المقربين منهم للعزب التي يتولون رئاستها..وببركة هذه الوصية الجهنمية أختفى الحصن الحصين من المكاتب والبيوت والسيارات، وأقتصر وجوده على المكتبات الأثرية فقط، وأستبدله المحظوظون بوصية" الحصن الحصين لرئيس الشركة المتين والحصن الحصين للقيادات المتبتين..لكن الحمد لله أن الوزارة قلصت من مفعول هذا الكتيب بتقليصها لدور هؤلاء القيادات المتبتين..فجعلت كل شيئ من خلالها..فأبطلت كل أسحارهم..ليعود كتاب "الحصن الحصين" الأصلي لموقعه القديم..ويختفي الحصن الحصين لرئيس الشركة المتين..ويبقى أن تُحرك الوزارة رؤساء الشركات المتبتين من أماكنهم..فليس معقولاً أن يظل بعضهم رئيساً لشركة لأكثر من خمس سنوات..دا حتى كده طموحاته بتموت على الكرسي