ذكرتني تصريحات اللواء أبو بكر الجندي ببعض المواقف الحياتية..ففي بداية عام 2004 ثارت الدنيا ضد الدكتورة هاله سرحان.. وكيف لا وقد أذاعت حلقة في إحدى القنوات الفضائية مع سيدة من مثقفات العصر آنذاك تتحدث فيها عن العادة السرية للشباب والبنات..وكأن الصحف في ذلك الوقت كانت جائعة لمثل هذه الأخبار لتأكل هاله سرحان، وتثور على ما أذاعت.
وهالة سرحان بطبيعتها نجمة شباك منذ أن خرجت للحياة..بدأت برامج التوك شو منذ أن عرف التليفزيون طريقه لمعظم البيوت..والنجومية زمان كانت شيئ يصنع ويكتسب بالخبرة..ما عليك إلا أن تجتهد حتى تحصل عليها..وهكذا كانت هاله سرحان.
وبدأت الصحف تسن سكاكينها تجاه هاله..وفي نفس الوقت بدأت تبحث عنها وعن السيدة المعترفة بالعادة السرية..وكنت أعمل في ذلك الوقت تلميذاً وأبناً ومقرباً من الكاتب الكبير الراحل سعيد عبدالخالق..قال لي عاوز حوار مع هاله سرحان؟،-قلت له أنا أسمع عنها وأشاهدها كبقية الناس..فهل من الممكن أن أحاورها؟، فقد كانت غولاً إعلامياً يفترس من يحاورها..وكنت صغيراً على ذلك..غضب الأستاذ سعيد عبدالخالق وقال لي: أنت لست كبقية الناس..أنت صحفي تستطيع أن تجلس مع أي حد وتتكلم مع أي حد...وبالفعل أتصل هو بالدكتورة هاله سرحان وكانت صديقة مقربةً له..وحدد معها موعداً وذهبت اليها في فندق سفير بالدقي في وقت متأخر بالليل..أجريت معها حوار طويل عن الحلقة وناقشت معها الموضوع..ودون أن تشعر قالت: أنا هلم هدومي وأسيب مصر عشان الصحافة..والتقطت هذه الكلمات لتكون هي عنوان الحوار..وكان هذا أول حوار للدكتورة هاله سرحان بعد الأزمة..وبحثت عن الفتاة والتقيتها في منزلها بالمنيل..بعدها لملمت هاله هدومها بالفعل ومشيت وسابت مصر..لتطل بعد سنوات بحلقة مثيرة للجدل في قناة روتانا مع فتيات الليل..ثم تترك البلد ثم تعود رئيساً لقنوات الحياة.
وتقريباً في عام 2008 كان الدكتور عبدالعظيم رحمه الله محافظاً للقاهرة بعد نقله من دمياط..قال كلاماً عن الصعايدة مثل كلام اللواء ابو بكر الجندي..وانتفض الصعايدة وأنا منهم مطالبين سيادته بالرحيل عن القاهرة..فهو ليس بقاهري ومن محافظة نازحة إلى القاهرة..ولم يكن الرجل يقصد المعنى الذي تناولت به الصحف الموضوع..غير أنه تم تحريف المعنى دون وعي..فقصدته في الرد على ما قيل..وبالفعل ظهر معي في التليفزيون المصري شارحاً قصده ومعتذراً عما قال.
وقد أستعير عنوان هاله سرحان وأرسله للوزير الجندي..هلم هدومي وارجع الصعيد عشان حضرتك..لكن قبل أن اذهب عليك بأن تطالب الشرقاوة والمنايفة والبحاروة وبقية الجنسيات الأخرى بالعودة لبلادهم..وإنك إذ فعلت ستجد القاهرة خاويةً على عروشها..فالذي بنى مصر كان في الأصل صعيدي.