للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...قلت له وماذا بعد ذلك كله؟ فقال حُسن الخاتمة

كلمتين ونص...قلت له وماذا بعد ذلك كله؟ فقال حُسن الخاتمة

الكاتب : عثمان علام |

03:38 am 21/12/2017

| رئيس التحرير

| 1430


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

عمره ثلاثة وثمانون عاماً..حدفته الظروف في جلسة مع أحد الأصدقاء..بدا يتحدث وهو يلعب الطاولة وكأنه شاب في العشرين..ذهنه حاضر..آذانه تنتظر إقامة الصلاة حتى يبادر بالذهاب للمسجد.. يحكي ذكرياته مع الفن والفنانين..عن عبدالحليم وورده وشاديه وفريد والموجي ومحمد حمزه.. عن حفلات منتصف الليل والسهرات..عن الحياة الصاخبة..عن الذين ينامون صباحاً ليستيقظوا مساءاً...قصص وحكايات طويلة لا يعرفها إلا من عاش صخبها.. حكاها المايسترو سعد سلامه..لم يهمني ذلك كله..فقد سمعت وقرأت وعشت بعض الوقت وسط ذلك كله..بادرته وماذا بعد كل ذلك؟،- وكيف ترى الدنيا بعد ثلاثة وثمانون عاما؟.. كنت أترقب أن أسمعه يقول: الستر والصحة..لكنه كان بعيد النظر.. قريب إلى الله..رد قائلاً: حُسنْ الخاتمة..هذا كل أملي أن أقابل الله لا ليَّ ولا عليَّ..لقد قال لي الشيخ كل شيئ هين إلا أن تكون قد ظلمت أحد أو أكلت حق أحد..وما بعد ذلك فالله غفور رحيم..قلت له إن ذلك لا يحتاج إلى شيخ..يحتاج إلى قلب متصل مع الله..قلب لا يعرف للكره طريقا..لا يحسد أحد..لا يحقد على أحد..ينام وهو خالي الوفاق..ليس فيه ذرةً من كِبر .

وغريب هذا الزمان..فهو سرعان ما يرسم ملامحمه وتجاعيده على وجوه البشر..يترك عليهم علامات لا تداريها عمليات التجميل..لا يستطيع الطب مهما تقدم ستر عوراتها..لكن يبقى الزمان نفسه خير معلم..خير واعظ..خير عبرة للذين لا يعتبرون..درس عميق لا يدركه إلا الذين يعايشونه..كتاب مفتوح أمامنا جميعاً لكننا لانعتلم منه أبدا..فاللهم ما أرزقنا حُسن الخاتمة.

وجمعة مباركة

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟