طبعاً وحتماً ولا بد لا نريد التقليل من جهد وزارة البترول في تحديدها ساعة للسلامة والأمن الصناعي، ولا نريد التسفيه من الجهد المبذول في نصب الخيمة في حديقة جابكو، فعلى الأقل هذه الخيمة جمعت تحت سقفها أكثر من مائة رئيس شركة كانوا بحاجة لأن يسلموا على بعضهم ويجتمعوا بعد فرقة العمل ومتاعبه، إذاً هو كان يوماً إجتماعياً سلامياً صناعياً تنبيهياً تحذيرياً بكل المقاييس.
لكن كيف لهذا الحريق المحدود أن يندلع؟- ألم يكن رئيس شركة السويس حاضراً تحت مظلة هذه الخيمة ليعرف أهمية الموضوع ويتبع الإجراءات؟.
هذا سؤال ليس من بنات ولا أولاد أفكاري، لكني صممت أذني بعد أن سمعته عشرات بل مئات المرات من قيادات بالقطاع أمس.
وقلت لهم وبكل أمانة ودون محاباةً أو مجاملةً لأحد، أن هذا شيئ طبيعي ووارد في ظل صناعة خطرة كصناعة البترول أن يحدث، الناس تعمل وتحتها وفي يدها وفوق رأسها وعلى جانبيها جمرة من اللهب، ومن الوارد أن يحدث ذلك حتى في يوم السلامة نفسه، فلا عجب ولا أستغراب، ولا داعي لجلد الذات والقول بأن الحادث تواكب مع يوم السلامة...وإن كان هناك من ليس راضياً عن ذلك اليوم، فليعتبره يوم للمقابلة وللتعارف وللقاء وللصداقة وللمحبة وللمودة وللرحمة وللنظر إلى علية القوم وكبارهم، وتبقى الأمور على ما كانت عليه قبل هذا اليوم، "والقطاع في سلامه وسلامه في القطاع".
