لم نسمع يوماً أن وزارة البترول كرمت وزير سابق ك"سامح فهمي-محمود لطيف-عبدالله غراب-أسامه كمال-شريف هداره"، أو حتى كرمت رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل كأبن من أبناء القطاع تولى منصب رفيع المستوى، كما لم نسمع أو نرى يوماً أنها أقتنصت الفرصة وكرمت "محمد شعيب- إبراهيم صالح-مدحت يوسف-هاني ضاحي- صادق حفظي-محمد طويله- إسماعيل كراره"، أو تذكرت في أي مناسبة أي بني آدم ربنا خلقه وأعطى للقطاع يوماً ما جهداً وعرقاً ومجهودا، ناهيك عن كل القيادات السابقة التي مازالت على قيد الحياة وبلغت الثمانون أو السبعين، وتحتاج لمن يقول لهم"أنتم بناة القطاع في سالف المجد ولن ننساكم أبدا".
يحدث هذا، بينما سمعنا ورأينا كيف أن القوى العاملة كرمت الحاجة عائشة عبدالهادي الوزيرة السابقة، والرئيس السوداني كرمها أيضاً، وكأنه لا كرامة لنبي في وطنه، ولا كرامة لقيادة في قطاعها.
ولو أفترضنا أن الوزارة مدت يدها لهؤلاء وأشعرتهم أنهم غير منسيون، وأنهم لايزالون في الذاكرة، ماذا ستكون النتيجة؟،- النتيجة ستكون أن هؤلاء جميعاً لن يبخلوا على القطاع ولو بالنصيحة والقول السديد، ويقيني أن الهدف من نثر التراب على كل من سبق ومئات غيرهم، هو الإكتفاء بعباقرة العصر دون الحاجة لعباقرة الماضي، وهذا لأن المنهج مختلف والطريق ليس واحد، فالسابقون في نظر الوزارة إما بلا قيمة وإما بلا أهمية، أما اللاحقون فهم كل شيئ لأنهم يملكون كل شيئ، ولا تغضب ياعزيزي فالنتيجة واحدة وهي أن "الضرب في الميت حرام".