للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...لعنة العظماء التي تطاردني!

كلمتين ونص...لعنة العظماء التي تطاردني!

الكاتب : عثمان علام |

07:17 pm 29/10/2017

| رئيس التحرير

| 1341


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

أخيراً أكتشفت أن الكل كاذب، مخادع، منافق، الكل يسعى لمصلحته فقط، وعندما تذهب المصلحة يذهب هو باحثاً عنها في مكان أخر، وفي مجتمع أخر لم يعرفه، مستخدماً شعارات العفة والنزاهة والشرف والأمانة والعزة والكرامة.

أكتشفت أنني مشوه الفكر والوجدان والتعليم والتعلم، ولماذا وقد تلقيت تعليماً من غير الأمناء، أستمعت إلى حكم ومواعظ من غير أهلها، أحببت الذين يرتدون قناع الفضيلة وهم في الأصل مخادعين، أعتنقت رغمً عن أنفي أفكار أشخاص كنت أعتبرهم في منزلة الأنبياء، نزهتهم في داخلي على أخطاء البشر، شياطين في صورة بشر رددوا: أن آبائهم علموهم أن كرامتهم هي أموالهم، وللأسف شوهوني كما شوهوا كل الأجيال التي عاصرتهم، كنت أستمع اليهم كالذي يسمع القرأن من عبدالباسط عبدالصمد أو الشيخ مصطفى إسماعيل، كنت أنام على حكمهم كما لو كانت أم كلثوم تغني أشعار أحمد رامي وألحان بليغ حمدي، لم أكن أظن يوماً أنهم كهنة المعبد الذين يوهمون الناس بأشياء من أجل الحصول على الكرابين لملئ بطونهم والناس حولهم جوعى.

كيف لي وأنا قد تجاوزت الأربعون أن أعود للمسار الصحيح وأنا من أرضعتموه كل هذه الوساخات؟، وكيف لمن جاء بعدي يتعلم مني أن يطهر نفسه لأنه تلقى الفضيلة ممن تلقى الرذيلة من أهلها؟

لقد ظللت سنوات طويلة وأنا أسمعهم وهم يوعظون ويخطبون ويدعون الشرف، صدَّقُوا أنهم كذلك فراحوا ينشرون أفكارهم بين محبيهم ومريديهم، وهكذا يفعل السحرة والمنافقون، صدقوا أنهم قديسين ورهبان، لا يتسلل اليهم الكذب أو النفاق أو المصلحة العامة.

ثم تفيق بعد كل هذا العمر لتجد من كان يشتري وجبات منزله من فلوس البلد، ومن حصل على سيارات البلد للتنزه بها ليل نهار، ومن فرش منزله من فلوس البلد، ومن زرع حديقة منزله من فلوس البلد، ومن سافر للعلاج من فلوس البلد، ومن يصيف ويشتي على حساب البلد، ومن أستغل كل سلطاته لنهب البلد، ومن فصلّ لوائح لسرقة البلد، ومن أخذ سيارتين وثلاثة من فلوس البلد...كلهم سرقوها بالقانون وبغيره، وليتهم صمتوا وما تكلموا، لكنهم راحوا يعتلون المنابر الصحفية والإعلامية والندوات والمؤتمرات ليوزعوا علينا فضائل أعمالهم، ولا أعرف ماهي تلك الفضائل، وما أراها إلا كبائر الرذائل.

اللعنة عليكم يامن فسدتم عقولنا، ونافقتم وكذبتم أربعون سنة علينا، لتشبعوا والناس جوعى، ولم أنفضى المولد من حولكم أمسكتم المسابح وقلتم: قال الله وقال الرسولَ، والله ورسوله منكم براء، وليسامحني الله ويبعد عني لعناتكم!

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟