سبعة آلاف سنة مضت من تاريخ مصر، مات من مات، وقتل من قتل، وبقيت مصر كما هي، أرضها هي الأرض، شعبها هو الشعب، حملت لواء الدفاع عن غيرها، فدفعت من دماء شهدائها ما دفعت، لم يدون التاريخ يوماً أنها تخاذلت أو تكاسلت أو قصرت لنجدة أحد، بل كانت سباقة إلى نصرة غيرها، وكم من حروب خاضتها حتى يبقى غيرها، وكم من ذليل أعزته بجنودها، ثم جاء الوقت ليدفع جنودها دمائهم من أجلها، يستشهدون حتى نعيش، يفارقون الحياة حتى نبقى .
سبعة آلاف سنة وسكانها يزيدون ويتناقصون، تحمل النساء ويربي الرجال، لتلتهم الكوارث والحروب فلذات الأكباد...سبعة آلاف سنة وهي تبني وتشيد وتحارب وتعافر مع الزمن، دحرت كل من أحتلوها، لفظت كل من نالوها، وبقيت هي الكريمة العزيزة.
تتبعوا تاريخها، فكم من جندي أفنى حياته دفاعاً عن غيره، فمات وظلت سيرته، وكم من يدٍ بنت وظلت الهمم مشحونة،و ضحاياها كانوا كتير بس الوليد أكتر، والكل مات وأندفن وبقت الحضارة تنور، كل الشهدا راحوا، وظلت رحمة ربنا أوسع.