مبعث الإيمان في الدنيا أن ترى بأم وأب رأسك ما يحدث في قطاع البترول، فحتماً ستكون النتيجة الإيمانية هي التسليم ببواطن الأمور كتلك التي حدثت مع سيدنا موسى في رحلته مع الرجل الصالح سيدنا الخضر.
وسيدنا الخضر هنا هو صاحب القرار أياً كان نوعه أو جنسه، فتجده يتخذ قرار بترقية راسب المدد ومن لا خبرة له، بينما يستبعد أخر من أصحاب الخبرات والمدد المظبوطة المربوطة، وتجده ينقل قيادة من مكان كان يتجاوز فيه لمكان أكبر وأوسع، وبدلاً من حصوله على وجبات كنتاكي يحصل على كنتاكي وماكدونالز وأبو شقرة وحسني والرفاعي والجحش، وتجده يبقي على قيادة كانت تصيف ب250 ألف جنيه في الموسم الواحد لسنوات دون محاسبة، وتجده يحرك قيادة من شركة لقابضة ثم لهيئة ثم لشركة في وقت زمني وجيز ولا تعرف لماذا جاء ولا لماذا ذهب، وتجده مقدم بكل جوارحه في تعيين إبن أو بنت مسئول بالقطاع، بينما يمنع ذلك عن نظيره..وأشياء كثيرة تدفعك إلى الإلحاد إذا ما حكمتَّ عقلك القاصر والذي لا يدرك العلم اللدني.
بالضبط يتشابه الأمر مع خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار، أشياء رأها سيدنا موسى تجني وإفساد وإزهاق للأرواح بدون وجه حق، ولم يتوصل خياله أن مافعله سيدنا الخضر كان خيراً في الوقائع الثلاث، إلا بعد تأويل كل ذلك له في نهاية الرحلة.
لكن الرسالة الأهم هو مايحدث للعاملين بالقطاع أياً كانت درجاتهم الوظيفية، فلا الذي ينال خيراً بدون وجه يعلم لماذا ناله، ولا الذي ينال شراً دون أن تقترف يداه شيئ لماذا ناله، الأمر شبيه بأصحاب السفينة الذي ظنوا خرقها خراباً ودماراً لهم، وكأبوي الغلام الذين ماتوا ولم يعلموا لماذا قُتل صغيرهم، ولا صاحب الجدار من الذي أقامه ولا لماذا.
فمن نال خيراً فلا يفرح فقد يكون بباطنه الشر، ومن وقع عليه أذى فلا يغضب فقد يكون ذلك الخير بعينه، ويظل "خضر" القطاع هو الوحيد الذي يعرف بواطن الأمور، لكن هل لديه العلم اللدني أم يفعل ذلك بوازع إنتقامي ومجاملات؟