لا شيئ يتوقف في هذه الحياة، إذا مات الأب تربى الأبناء، وقد يكونوا عباقرة زمانهم، وإذا ماتت الزوجة حلت مكانها زوجة أخرى قد تكون أجمل منها وأكثر طاعة وجاذبية، وإذا ترك وزير مكانه فلن يتحرك أبو الهول من الجيزة ليقيم في القاهرة، وإذا تُركت شركة بدون رئيس مجلس فلن يصبح منقرع أكبر من خوفو.. لا شيئ يتوقف على أحد مهما كان، كل شيئ يمضي ويسير في هذه الحياة .
شركة مثل بتروجت بها 33 ألف عامل ظلت بدون رئيس بعد محمد شيمي 40 يوماً، ولم نسمع أنها توقفت عن العمل، وظلت برج العرب بدون رئيس عشرة أشهر بعد خالد جزر، وإنتاجها لم يتأثر، وظلت خدمات الغاز قرابة ال9 أشهر بعد عبقري اللوائح في ميدتاب محمود بدران، ولم يزيد عدد موظفيها على ال 18 موظف، وظلت غاز مصر لفترة بعد باني نهضتها الخلفية محمد إبراهيم، ولم نسمع أن خسائرها تراجعت، وظلت هيئة البترول نفسها بدون رئيس بعد تعيين المهندس طارق الملا وزيراً للبترول قرابة الشهرين، ولم نسمع أن عدد النيابات بها قل عن الموجود، بل وظلت وزارة البترول بدون وزير أكثر من شهر عندما كان المهندس شريف إسماعيل وزيراً لسفره في ذلك الوقت للعلاج، ولم يتغير لونها للأحمر بدلاً من الأبيض والأزراق، وهاهي جابكو بدون رئيس والعمل يسير ولم يتوقف الإنتاج رغم نقل رئيسها المهندس نبيل صلاح للهيئة منذ شهر ونصف.
حجة المسئولين في تأخرهم عن تعيين قيادات جديدة للمناصب الشاغرة كالآتي: "الحمد لله الأمور ماشية وكله تمام...إحنا باعتين الترشيحات للجهات الأمنية والرقابية ولسه الرد مجاش...لسه بندور على قيادات عشان القماشة ضيقه مش واسعه أوي...مش هيجرى حاجة لو الشركة قعدت شوية"،- وردود من هذا القبيل، و الحقيقة عندهم حق، فعلاً الدنيا ماشية والعمل لم ولن يتوقف لأن القطاع يعمل بفكر مؤسسي.
طيب ماذا لو أن من بيده إتخاذ القرارات ترك مكانه، هل ستظل الدنيا ماشية أم ستتوقف؟،-وماذا سيكتب التاريخ في هذه اللحظة؟ ،-أعتقد أن الدنيا ستسير بشكل طبيعي، لكن في حالة واحدة فقط وهي: إعادة الإختصاصات لأصحابها، يعني يرجع دور الهيئة والشركات القابضة من تاني، وتكون الجمعيات العمومية للشركات هي الحاكمة وصاحبة القرار، وهذا ليس إفتكاسة من العبد لله، بل هذا هو الطبيعي والمفترض والواجب أن يكون... وإذا وصلنا لهذا المستوى فلن نكون بحاجة للريموت كنترول الذي يتحكم في كل شيئ.
