للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...وما أبرئ نفسي!

كلمتين ونص...وما أبرئ نفسي!

الكاتب : عثمان علام |

05:35 am 15/10/2017

| رئيس التحرير

| 1348


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

أصدقاء الفيس عالم تاني، عالمي خيالي، عالم نموذجي أكثر من النموذجية نفسها ،عالم مخبول، عالم عايش في ملكوت لوحده، ميهموش العمر يفوت، عالم حالم تمنى لو تحققت أحلامه دون أن يشقى حتى لو كانت خيال.

كلنا على الفيس بنتكلم عن الأخلاق ومكارمها، وعن الأدب وفوائده، وعن العفة وجمالها، وعن الفساد وخطورته، وعن الأمومة وروعتها، وعن الأب وحنانه، وعن الإبن وذكاءه، وعن الزوجة وحلاوتها، و عن الجار وسوء عشرته، وعن الأصول إللي أتربينا عليها، وعن المكياچات المستوردة والكوافير الجامد الجاحد، والحلاق الأستايل وبيوت الموضة، وعن أعداء النجاح في الشغل، وعن الفشلة إللي في كل مكان وواخدين كل حاجة، وعن ديكتاتورية المدير، والزملاء الفاشلون المتوحشون إللي ماسكين سيرتنا عمال على بطال...كوكتيل حكاوي وكلام لا يصدر إلا من ملائكة من ناس هما نفسهم كوكتيل من وصلات النقد إللي بيكتبوها، وأبطال لكل المصايب التي تحدث للغير.

وقليلاً ماتجد واحد بيحاول يظهر أنه فقير أو ساكن في منطقة شعبية، أو حتى عنده مشكلة حقيقية يطرحها ونساهم كلنا في حلها، أو حتى شارع مزبل وننزل كلنا ننظفه، أو مستشفى محتاجة دم ننزل نتبرع ،أو واحدة غارمة وعاوز حد ينقذها من السجن، أو واحد بينصح بعدم الكلام في التفاهة، أو حد بيعترف أنه رمى زبالة في الشارع، أو سب الدين للبواب، أو واحدة تنزل صورها من غير ماكياچ عشان نشوفها على حقيقتها بدل ما كلنا عمالين نبعتلها طلبات صداقة علشان الوش الحلو، وفي الأخر تطلع أخونا التاني.

حتى الأشرار المتلونون المنافقون الذين يكتبون شيئ ويفعلون شيئاً أخر يلوحون بتدينهم عبر نشر آيات قرآنية وحكم ومواعظ صباحاً ومساءً، حتى عديمات الأخلاق يسهرن مساءاً ليكتبن صباحاً على الفيس " ربي إني مسني الضر وأنتم أرحم الراحمين".

أشياء كثيرة نعيشها عبر هذا العالم ليس الإفتراضي ولكنه عالم كاذب، عالم الحقيقة الوحيدة فيه أننا نرى بأعيننا كيف أن السنين تمضي وتمر وكأنها الشمس تشرق ثم سرعان ماتغرب، وهي نتيجة تؤدي حتماً ل"إنا لله وإنا اليه راجعون " فلان توفاه الله.

وإذا كنا جميعاً ملائكة كما نكتب ونتحدث ونعظ، فأين الشياطين إذاً؟ إنها تسكن بداخلنا جميعاً."وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارةً بالسوء".

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟