آلمني جداً أن تتنكر "إيجاس" فلا تكرم المهندس محمد حسانين رضوان، فأخترت بعض كلمات من قصيدة "إلهي ما أعظمك" التي كتبها الشاعر حسين السيد ولحنها رياض السنباطي، وغنتها المطربة نجاة، لأُرثي بها معاشات قطاع البترول، الذين خرجوا اليوم وأمس والذين سيخرجون فيما بعد، وأخص محمد حسانين وكيل الوزارة لمشروعات الغاز الطبيعي، ذلك الرجل الذي تنكر له الجميع قرابة العامين، وعندما فك أسره الرئيس عبدالفتاح السيسي وعمل بجهد في ملف الغاز الطبيعي وخرج للمعاش بخلوا عليه حتى بإقامة حفل لتكريمه، كما هو العرف السائد، والغريب أنه قبل يوم واحد من خروجه للمعاش دشنت الوزارة أكبر إحتفالية لتكريم المهندس محمد طاهر وكيل الوزارة للبترول، حضرها كل قيادات القطاع، ليس حباً ولا مجاملةً للمهندس طاهر، فالرجل أصبح بلا منصب، وإنما مجاملةً وتقرباً وتملقاً لمن دعوا للحفل وما أكثرهم، وللأسف لم تفعل إيجاس مع محمد حسانين كما فعلت الوزارة مع طاهر، وكأنهم أرادوا أن يقولوا له: أن مجيئك بعد إقصائك رغماً عنا كان سبةً في جبينك، لهذا لا تكريم، لكن ظهرت معادن بعض المخلصين، فأقامت له تاون جاس حفل وكذلك غاز القاهرة، وسمع من الحضور كلمات من القلب، لا هي نفاقاً ولا رياءً ولا تملق، فالرجل قضى نحبه في المنصب وتقاعد، لهذا لا مجال للمجاملة.
إن أجمل ما في هذه الكلمات، أنها تلقي الضوء على الدهر المنقضي، الكل يتساوى فيه، من مات من ألفي سنة كالذي مات من يومين، ومن خرج معاش اليوم كالذي سيخرج بعد عامين أو مائة، الكل سيذهب ويندثر ويتساوى حتى في المواعيد، ولن يبقى سوى المعروف والطيب من القول والفعل، ومن يزرع سيحصد، كلمات أخترناها لندعم بها القيم الروحية والإنسانية لدى الناس، فأحلامنا تراودنا أن نستيقظ يوماً على مجتمع خالً من الحقد والحسد والضغينة والأمراض، مجتمع محب لبعضه، لا حرب ولا نفاق ولا محاباة ولا تفضيل لأحد على أحد، وإن غداً لناظره قريب، وكما تدين حتماً ستدان.
هذه الكلمات ليست رثاءً لمحمد حسانين فقط، بل هي تكريماً وتكرمةً له وحبً فيه، رسالة له أن لا يحزن، فحتماً الكل سيتساوى إن عاجلاً أم آجلاً.
تقول الكلمات:
على خدود الحجر ساب الزمن تجاعيد.
تحكى لدنيا البشر قصة ملوك و عبيد.
الكل راح وأندثر و اتساوى فى المواعيد.
و ساب فى أقصى السور آيات لها تمجيد.
صلى عليه الزمن بالحمد و التوحيد.
الهى ما أعظمك ..إلهى ما اكرمك ..إلهى ما أرحمك جلت صفاتك يا من لا إله سواك.
وفي النهاية: للذين لم يكرموا المهندس محمد حسنين رضوان، الرجل لا ينتظر ولا يحتاج تكريمكم، فهو تاريخ مشرف لقطاع البترول وسيرته باقية، وهذا يكفيه.
أين الوفاء الذي تعلمونه للأجيال القادمة وأنتم بعيدون عنه، بل أين أنتي يا حمرة الخجل ؟