لا تزال هناك شركات بقطاع البترول تحتفظ بعدد غير قليل من المستشارين بها، وتعتبر شركة إنبي من الشركات الرائدة في ذلك، فعلى الرغم من أن المهندس حتحوت سرح مايقرب من 9 مستشارين، فلايزال يوجد بالشركة مستشارين قانونيين وطبيين وإداريين مضى عليهم ثلاثون عاماً، والشركة تتمسك بهم لخبراتهم الجهنمية كلاً في مجاله، وهم يتمسكون بالشركة رغم ضعف دخلهم منها "ثلاثون ألف جنيه في الشهر بس"، يعني الساعة ب200 جنيه...ومستشارين في إيثيدكو وموبكو وسيدبك وإيبروم والبتروكيماويات وغيرهم.
وطالما أن القطاع لا يمانع في وجود هذه الخبرات الدخيلة عليه، فمن الأولى الإبقاء على قياداته، إذاً لا يوجد مانع من الإستعانة بقيادات المعاش للإستفادة منهم!،- ولوائح الشركات لا تمانع ذلك، فشركة مثل بتروجت خرج منها عدد كبير من العظماء، وفي مقدورهم العطاء حتى آخر نفس، والشركات التي تأسست في عهد المهندس سامح فهمي على يد قيادات كبيرة من الممكن عودتهم لإنعاشها كما كانت، علماً بأن جميعهم يعملون في أماكن كثيرة وثيقة الصلة بالبترول ومشروعاته، ويتقاضون أضعاف ما كانوا يتقاضونه من القطاع، والقطاع بمقدوره أن يعيدهم بأقل القليل، وهم على إستعداد وسيوافقون.
أما حدوتة أن عُرف القطاع عدم التجديد، فهذا كان في السابق، وقت أن كان القطاع يزدحم بالقيادات، أما الآن والقيادات أوشكت على النفاذ، فالقطاع بحاجة إلى التجديد أو إعادة القدامى، وأعتقد أن قطاع الكهرباء الأكثر تمسكاً باللوائح الحكومية يُبقي على قياداته حتى سن مافوق السبعون، ولا يقول أحد أن هذا يهدر حق الشباب في القيادة، لأن المسئولين غير مؤمنين بأن هناك كفاءات شابة موجودة بالفعل، أو أنهم لا يعرفون، ولو كانوا يؤمنون أو يعرفون فعلاً لما ظلت شركات مثل جابكو وغاز تك خاليتان حتى الآن.
