للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها!!

كلمتين ونص...لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها!!

الكاتب : عثمان علام |

08:36 pm 17/09/2017

| رئيس التحرير

| 2861


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

في يوم واحد، يوم واحد فقط غيب الموت الشاب أحمد، نجل المهندس محمد مؤنس، لم يمضي شهور على تخرجه من كلية الهندسة، زرع أكتمل حصاده، ولما حانت الفرصة لوالديه أن يجنو مازرعوا، أختاره الرفيق الأعلى ليكون إلى جواره...وما أحسنه من جوار.

وفي ذات اليوم غيب الموت المهندس ضياء قاسم نائب رئيس الهيئة للإنتاج، كان الرجل حاضراً في الصلاة على أحمد مؤنس، وسارع لتشييع الجنازة، وما ان مضت سويعات قليلة حتى جاء الخبر" مات ضياء قاسم"...هل ترون فاجعةً أكبر من ذلك؟- يجالسك ويضحك معك، وتغمض عينيك لتفتحهما على خبر وفاته.

والموت حق، ورسول الله مات، ومات كل الملوك والعظماء، لكنه ألم الفراق الذي يعتصر قلوب الناس، ورسول الله مات كل أبناءه في حياته ماعدا فاطمة التي لحقت به بعد ستة أشهر، وأعتصر قلبه على فراق إبنه ابراهيم، الذي مات ولم يتجاوز عمره سبعة عشر شهرا، لكنه صبر وأحتسبه عند الله.

رسائل يبعثها الله لنا لعلنا نتعظ، فمن لم يكن له الموت واعظ فلا تنفعه المواعظ، وهكذا حالنا جميعاً، في كل يوم لنا ميت نودعه. وصدق من قال:

النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت أن السعادة فيها ترك ما فيها.

لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها.

فإن بناها بخير طاب مسكنُه وإن بناها بشر خاب بانيها.

أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ودورنا لخراب الدهر نبنيها.

أين الملوك التي كانت مسلطنةً حتى سقاها بكأس الموت ساقيها.

فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها.

لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها.

لكل نفس وان كانت على وجلٍ من المَنِيَّةِ آمالٌ تقويها.

المرء يبسطها والدهر يقبضُها والنفس تنشرها والموت يطويها.

إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ الدين أولها والعقل ثانيها.

والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والفضل سادسها.

والبر سابعها والشكر ثامنها والصبر تاسعها واللين باقيها.

والنفس تعلم أنى لا أصادقها ولست ارشدُ إلا حين اعصيها.

واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها والجار احمد والرحمن ناشيها.

قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها

أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسل والخمر يجري رحيقاًً في مجاريها

والطير تجري على الأغصان عاكفةً تسبحُ الله جهراً في مغانيها

من يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعةٍ في ظلام الليل يحييها

خالص العزاء للمهندس محمد مؤنس، وليكن أحمد هو حاملك إلى الجنة يوم القيامة، فأصبر على ما أصابك، فإن ذلك من عزم الأمور.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟