لا يوحي منظر الحجيج وهم يلتقطون الصور السيلڤي بجوار الكعبة وعلى عرفات الله بأي خشوع ولا خنوع ولا خضوع ولا تلبية لله الواحد الأحد، فقد أمسك كل حاج"إلا من وحم ربي" هاتفه ليسجل ذكرياته مع المناسك وكأنه ماذهب ليحج بل ذهب ليسجل مرحلة عمرية في حياته قد لا تتكرر مرة أخرى.
وإذا كنا نشتكي من أن وسائل التواصل سرقت منا حياتنا، وأنها أفسدت علينا التعايش حتى مع أسرنا، فكيف يتحقق أداء النسك بخشوع مع الإهتمام بالوضعية التي تخلق صورة سيلڤي يبعث بها كل حاج لأهله وعشيرته عبر الحدود!!
إن أول ما يهتف به الحاج فور وصوله للبيت الحرام" لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك"، والتلبية تقتضي الخنوع بكل الجوارح وأولها القلب، والذي لا يشغله شيئ عن ذكر الله والتأمل في ملكوت الجمع الغفير الذي جاء من كل فج عميق.
وإن كنت لا أفتي ولا أقوى على ذلك، فإن كل حاج شغله شاغل عن الخشوع في حجه، فإنه قد فقد نصيباً كبيراً من الثواب، ما كان له أن يفقده لولا أنه شغل نفسه بالرياء الفيسبوكي، فالمتابع لصفحات الحجيج على مواقع التواصل الإجتماعي، يكتشف أنهم ما ذهبوا للبيت المعمور إلا لينقلوا لنا صورهم من هناك، وليس لتأدية الفريضة!!