قد لاتجتمع العظمة مع الصحة، فلو كنت عظيماً حتماً ستكون عليلاً، وقد تكون علتك في مرض أو سوء حظ أو أصدقاء سيئين أو نقص مال أو أهل أو مدير متسلط...وقد لاتجتمع العظمة والزواج، فقد يعرقل خطاك، وينكد عليك عيشتك، أو تنجب أطفالاً فيكونوا مقبرةً ومجبنةً لك، وقد تكون سعيداً، وهذا أمر غير مضمون ولا يمثل ظاهرة على هذا الكوكب.
والذين يقولون، أن وراء كل عظيم إمرأة، فإنما يقصدون الأم، أو أنهم يقصدون %10 من الزوجات، أو يقصدون عظمة الفشل والكسل وإنشغال الوقت في أشياء ماخُلق الإنسان من أجلها.
وقد أعجبني ماكتبه البعض عن عظماء فشلوا في الزواج، منهم أينشتاين الذي نجح في أن يكون أذكى رجل في العالم، بينما فشل مع زوجته Mileva، ففي البداية تجوزها عن حب، ثم كرهها لدرجة أنه أتفق معها على العيش بدون كلام، وبعد معاناة طويلة تم الطلاق ودفع لها جميع ماحصل عليه من جائزة نوبل في الفيزياء كتعويض عن الطلاق لينقذ نفسه وليكون سعيد جدًا.
أما سقراط فقد نجح في تأسيس الفلسفة وفشل في الجواز، وأتاتورك نجح في تأسيس تركيا الحديثة ووضعها على أن تكون دولة أوروبية وفشل في الجواز، وتيودور هرتزل نجح في تأسيس إسرائيل وفشل في الجواز، وليوناردو دي كابريو نجح في الفن وفشل في الجواز، ونيوتن أيضاً، ونابليون نجح في إحتلال معظم دول العالم، وكانت مشكلته الأكبر والأضخم مع جوزيفين حبيبته وعشيقته.
ولكل قاعدة شواذ، فهناك أيضاً عظماء كثيرون نجحوا رغم أنهم كانوا متزوجون، والتاريخ يذكر طه حسين ونجيب محفوظ وعادل إمام.
لكن وبما أن الأغلبية نجحوا في صنع أشياء أفادت البشرية طوال الوقت وفشلوا في الزواج، فأعتقد أننا أنجح وأعظم منهم جميعاً، لأننا تحملنا مالم يتحمله عظماء التاريخ...ويكفي أننا لم نشذ عن الشرع الحنيف وأكملنا نصف ديننا على حساب النصف الأخر!!