الكاتب : عثمان علام |
02:06 am 19/05/2022
| 4572
قبل سنوات عِدة ، وكان لايزال ضمن كشوف القيادات الشابة ، جرى تعيين المهندس أشرف بهاء نائباً للتخطيط والمشروعات بهيئة البترول ، وجرت الأقاويل حول ذلك الشاب الذي جلس على كرسي جلس عليه عظماء كثيرين من قيادات القطاع قبله ، وأثبت أشرف بهاء أنه جدير بالمسئولية ، ولأنه لا خاب من استشار ، ولأن مدرسة بتروجت التي تخرج منها ، يُعين قياداتها بعضهم البعض ، نجح أشرف بهاء في تلك النيابة .
وجاءت المحطة الأكثر صعوبةً في حياته ، وهي محطة إنبي ، وتولى رئاسة الشركة قرابة العامين ، وكانت فترة كمن يجلس على كرسي من الشوك ، فقد صاحب قدومه تفشي فيروس كورونا ، وتأثرت أعمال كيانات عظمى ، ورغم ذلك عبر أشرف بهاء بالشركة ل"بر الأمان" ، صاحب ذلك مقاومة لجهود الرجل من الداخل ومن الخارج ، فشركة إنبي غالباً ما تلفظ أي قادم من الخارج ، الإنباوية هم شعب الله المختار داخل القطاع ، هم يتعاملون مع أي وافد بهذا المنطق ، ولا يبدون إعجاباً واعتزازاً وفخراً إلا لمن يتولى الشركة من أبنائها ، فنياً كان أو إدارياً .
نعم البعض يتعامل هكذا ، وأخرون لا يبدون ذلك أبدا ويجردون أنفسهم من هذا الإتجاه ، ويعملون بإخلاص مع أي قيادة طالما وقع عليها الاختيار ، لكن أشرف بهاء كإبن من أبناء بتروجت "يفوت فى الحديد"، عارك الظروف ، معتبراً إنبي محطة جيدة في حياته وعليه العمل ، ورأينا كيف كانت النتائج .
سرعان ما مرت الأيام ، وجرى تعيين المهندس أشرف بهاء رئيساً لشركة صان مصر ، ولم يسلم الرجل من الصعوبات والهجوم ، ووصل الأمر ببعض من فى الشركة قولهم أن "بهاء"، لن يملك زمام الأمور ، وهذا رهان خاسر ، فقد استطاع أشرف بهاء بعد شهور قليلة أن يُلم بأحوال الشركة ، ويكرر تجربة المهندس محمد عبدالحافظ في الصعود ب"صان مصر"، لمراتب متقدمة ، رغم الصعوبات والحروب الاقتصادية الطاحنة فى العالم كله .
وإذا اردتم أن تعرفوا قوة صان مصر وأشرف بهاء ، فعليكم أن تراجعوا حجم التعاقدات الحقيقية والأعمال التي حصلت عليها صان مصر خلال الفترة القصيرة التي تولاها أشرف بهاء ، و"المؤتمر الأخير خير شاهد" .
وهذا ليس بجديد على أبناء بتروجت ، فهم أينما حلوا صنعوا المعجزات ، راجعوا تاريخ كلاً منهم ، ستجدون أن كافة المشروعات التي تحققت داخل القطاع وأعظمها كانت من صنع أبناء بتروجت ، وما أشرف بهاء إلا فرع من شجرة بتروجت المورقة .