نحيا جميعاً بستر الله، فلا عمل ينجي من المهالك، ولا صلوات تدخل الجنة، ولا حُسن معاملة يقربنا إلى الله،الفقير يحيا بستر الله،والغني أيضاً يحيا بستر الله...أروني موظفاً يعيش براتبه، أو ظالماً أثرت فيه الحسبنة، غير أن الله يمهل ولا يهمل.
وكان لأبي حنيفة النعمان جار له سكير فاسد، نصحه حتى تعب من كثرة نصحه.. فتركه، وذات يوم طرقت الباب زوجة السكير تدعو أبا حنيفة للصلاة على زوجها الذي مات ، فرفض ،وفي منامه جاءه السكير وهو يتمشى في حدائق وبساتين الجنة ويقول : "قولوا لأبي حنيفة :الحمد لله الذي لم تجعل الجنة بيده!"
ولما أفاق أبا حنيفة ذهب الى أرملته وسألها عن حاله..فقالت: هو ماتعرف عنه ،غير أنه كان في كل يوم جمعة يطعم أيتام الحي ويمسح على رؤوسهم، ويبكي ويقول"ادعوا لعمكم" فلعلها كانت دعوة أحدهم...فندم أبو حنيفة أشد الندم!!!
فيجب أن لا نسب أصحاب المعاصي ولا نحتقرهم، وندعو للمتكبر بالتواضع، والظالم بالهداية، فإنما نحيا جميعاً بستر الله..ولو كشف الله عنا ستره لفضحنا...فلا تغتروا بكثرة الصيام ٲو الصلاة أو القيام، ولا بكثرة الحسبنة، فلا تدري أيها المتحسبن من يكون إلى الله ٲقرب !!!