الكاتب : عثمان علام |
04:51 am 10/10/2021
| 7466
نحن لا نعرف من الذي سيكون رئيساً لشركة صان مصر ، خلفاً للمهندس محمد الشيمي ، هل هو الدكتور نائل درويش "الأحق بها"، أم هو المهندس أشرف إمام "أحد بُناتها المخلصين"، أم هو المهندس خالد جلال ، أم المهندس محمد الدروي أم المهندس محسن قطب "كلاهما من بتروجت"، أم المهندس عماد عبدالرازق "باني نهضة بتروسيف"، أم المهندس ياسر أبو العلا "الأكثر خُلقاً وعملاً وتفانياً وحباً ووداً وكرماً وإنجازاً وتفاهماً"، أم هو أحمد الختام ، أم هو واحد من قيادات الشركة التي تحولت بهم صان مصر لمدرسة لتخريج القيادات تسير في ركب غاز مصر وبتروجت وجابكو ؟..لا أحد يعلم أين تتجه قرارات الساكن فى البيت الأبيض بذاكر حسين ، فقد يكون رئيس صان مصر قادماً من كوكب زحل وقد يكون من عطارد ، وقد يكون قادماً من كوكب الشمس ، أو من ذاكر حسين نفسه ، جُل ما أجزم به ، أنه سيكون قادماً من الأرض التي نعيش عليها ، فالملائكة لا يمارسون مثل هذه الاعمال .
في عام 2011 كان المهندس محمد عاطف يتولى رئاسة شركة صان مصر ، ورغم أن الرجل لم يُقصر "أظن ذلك"، إلا أن الخسائر تضاعفت ، وظل محمد عاطف حتى خرج للمعاش .
بعدها ترك المهندس محمد الشيمي رئاسة الشركة المصرية لتشغيل وصيانة جهاز مترو الأنفاق ، عائداً الى بيته القديم "قطاع البترول أولا وصان مصر ثانياً"، عاد ليجد هذه الخسائر ، واستمر الحال هكذا ، وخرج تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات يوصي بتصفية الشركة ، ربما رأس المال تآكل ، والمرتبات ابتلعت كل شيئ والمشروعات توقفت بفعل الأحداث .
الأمر لم يدم طويلاً ، سرعان ما تولى الشيمي رئاسة شركة بتروجت ، وتولى رئيس بتروجت وقتها المهندس محمد عبدالحافظ رئاسة صان مصر ، كيف ذلك ومن هو صاحب القرار الفظ الغليظ الذي لم يراعي أي تقاليد "هكذا كنت أطن"، غضبت بعض الوقت ، سرعان ما هاتفت المهندس محمد عبدالحافظ : ألف مبروك يا بشمهندس ، أراحك الله من هموم بتروجت "، لكني سرعان ما قولت : أية هموم التي ودعها هذا الرجل ، وهناك خسائر تنتظره فى المكان الجديد !..ياه إنني شخص أحمق ، غير أنني كتمت ذلك ولم يبرح صدري .
مر وقت قصير ، لم نسمع عن صان مصر شيئ ، أظن المهندس محمد عبدالحافظ كان يرتب البيت ، وبالفعل صدقت الظنون ، وبدأ مؤشر صان مصر يرتفع ، وبدأت المشروعات تتكاثر ، والسيولة باتت متوفرة .
في هذا الوقت كان يعمل مع المهندس محمد عبدالحافظ ، المهندسون: صلاح إسماعيل والدكتور نائل درويش ووجيه الجيشي وياسر أبو العلا وخالد جمال وعدد كبير سرعان ما أضحوا رؤساء شركات ، كلاً منهم يشار اليه بالبنصر "هذا إصبع من أصابع اليد قبل الوسطى ".
وقرابة الأربع سنوات ظل المهندس "عبدالحافظ "، مغرداً في صان مصر ، تخطى بها مراحل كثيرة ، وعقبات عدة ، وكانت المحصلة "شركة قائمة ومستقيمة وفاعلة وليس مفعولاً بها".
بعد المهندس محمد عبدالحافظ ، تولى صان مصر :صلاح إسماعيل -وجيه الجيشي ، وشاءت الأقدر خلال هذه الفترة أن يتنقل المهندس محمد الشيمي ما بين بتروجت والوزارة وجنوب الوادي ، ليعود من جديد ل"صان مصر"، عوداً ليس حميداً لا له هو ولا لمحبيه ، فكيف لرجل تولى كذا وكذا أن يعود مرة أخرى للشركة التي تولاها قبل سبع سنوات ، حتماً لقد باتت صغيرةً عليه ، لكن "هتروح فين الشمس من على قفا الفلاح".
غير أن هناك أشخاص لديهم المقدرة على التأقلم من الظروف ومجابهة الأحداث ، والعمل تحت اي ضغوط ، ومسايرة الواقع مهما كان مراً أو حلواً ، هكذا يكون المهندس محمد الشيمي ، بحلوه ومره بطيبته و…، بصفاءه وعكاره ، أجمع كافة المترادفات والمتناقضات تجدها ممزوجة فى المهندس الشيمي ، وهذا ليس عيباً فيه ، ربما هذا هو الوقود الذي جعله يصمد تجاه تعسف سلطة وزعته على عدة أماكن لتعيده من جديد لمكان ظن أنه صغيراً عليه ، لكنه عمل وأنجز وتغلب وغلب .
ربما يظن البعض أن المهندس الشيمي وضع صان مصر في مكانة كبرى ، ربما تكون هذه حقيقة ، وهذا سواءً كان صدقاً أم خيالاً ، يتطلب تعيين رئيس جديد لصان مصر يكون بمنزلة وقدرة ، وشطارة وتفاني السابقون الأولون في صان مصر ، قد يكون مثل هاني ضاحي أو الراحل صادق حفظي أو محمد الشيمي أو محمد عبدالحافظ ، وأرى أن هذا غير متاح وغير مقدور عليه ، إذاً يحتاج الأمر لواحد من الجيل الذي تربى على يد هؤلاء ، عاصرهم أو عمل معهم ، فالمشروعات التي اقتنصتها صان مصر ، تحتاج للحكمة أكثر من القوة ، وللرؤية أكثر من القرار ، وللتأني أكثر من السرعة .
فكروا معي من هو ذلك الشخص الذي ترونه جدير بشركة صان مصر ، أعتقد أنني ذكرته في هذا المقال .
أما محمد الشيمي ، فقد أمضى بالقطاع 36 عاماً ، تخللتها أعوام قليلة خارجه ، عمل في قطاع الإنتاج وفى المشروعات ، وتولى صان مصر وبتروجت وجنوب الوادي وعمل بالديوان ، وربما كانت محطة مترو الأنفاق فارقة في حياته الوظيفية ، فقد امتزجت الثقافات ، واختلطت الخبرات ، فصنعت بذلك رجلاً قوياً .