للاعلان

Sat,23 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص…من عاش بالمكر مات بالفقر

كلمتين ونص…من عاش بالمكر مات بالفقر

الكاتب : عثمان علام |

05:52 am 08/09/2021

| رئيس التحرير

| 3314


أقرأ أيضا: Test

 


النية لها صوتاً يسمعه الله ويلبيه ، لأنها تعبير عن مكنون الشخص وفطرته التي جُبل عليها ، وما أحلى من النية الطيبة الصادقة التي تسوق صاحبها للفطرة السديدة التي تدفعك للخير وصنع المعروف .


كن على يقين أن "من عاش بحُسن النية أنقذه الله من كل بلية ، وأن من عاش بالمكر مات بالفقر" …إنها والله مقولة حق صدقتها التجارب والأيام .


إن هؤلاء الذين لا يجتهدون فى الصلاة ولا الصيام ، غير مقصرين ، وتتبعهم نياتهم الطيبة وتدلهم على الخير ، وتجعل ايديهم مدودة دائماً لكل محتاج ، يمسحون على رأس اليتيم ، وينثرون الصدقات في كل مكان ، زادهم ومعينهم في ذلك عدم حملهم بغضاً ولا كرهاً لأحد ، هم يطبقون جوهر الدين وليس ظاهره .


هذه أنواع البر التي ينجي الله بها عباده في دنياهم وأخرتهم ، فليس من البر أن تأتي المساجد وأنت تأكل مال اليتيم ، وليس من البر أن تحرص على صوم يومين وتؤذي جارك ، وليس من البر أن تحج وتعتمر ، وأنت ترى جياعاً تقطعت بهم السُبل ولا تساعدهم ، وليس من البر أن تتفوه بالكتاب وتستدل بالسنة وأنت قاطع لرحمك .


أما عن التجربة ، فلينظر كل واحد في نفسه ، ويرى كيف أن الله نجاه من المصائب والمكائد، فقط لأنه حسن النية ، وليرى كلاً منا كم من المحيطين حوله لم ينفعهم ذكائهم ولا نفاقهم ولا سواد قلوبهم ولا تلون افئدتهم من الوقوع في شرك الحياة ومكائدها .


لقد علمتنا التجارب ، أن الحياة على اتساعها لا تستوجب منك سوى ذلك المعروف الذي تصنعه في اهله وفي غير أهله ، وعلمتنا التجارب أيضاً ، أن لقمة في بطن جائع خير ألف مرة من بناء ألف جامع .


إن رسول الله "ص"، لم يقل بعثت لاتمم صلواتكم وصيامكم وحجكم ، بل قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، وإن عمر بن الخطاب لما ذهب ليبتاع فى السوق ، فأراد أحد التجار استعماله فى المغالاة والحكر فرفض ، فقال له: أأصنامك التي تعبدها تأمرك بذلك؟.. فقال له : إن لم يكن ديني فمكارم الأخلاق ، ورفض أن يغالي أو يحتكر أو يغش في بضاعة ، وهو على غير الإسلام .


ورُوي أن الله - عز وجل - قال لآدم عليه السلام: "يا آدم، أربع فيهن جميع الأمر لك ولولدك من بعدك؛ واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة بيني وبينك، وواحدة بينك وبين الناس؛ فأما التي لي: فأن تعبدني لا تشرك بي شيئًا، وأما التي لك: فعملك أجزيك به أفقرَ ما تكون إليه، وأما التي بيني وبينك: فعليك الدعاء، وعليَّ الإجابة، وأما التي بينك وبين الناس: فأن تَصحبهم بما تريد أن يَصحبوك به".
 
وكان الحسن البصري يقول: الفهم وعاء العلم ، والعلم دليل العمل، والعمل قائد الخير ، والهوى مركب المعاصي ، والمال داء المُنكِرين، والدنيا سوق الآخرة، والويل كل الويل لمن قويَ بنِعَم الله على معاصيه.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟