للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص: إخرستوس آنستي!!!

كلمتين ونص: إخرستوس آنستي!!!

الكاتب : عثمان علام |

05:00 am 15/04/2017

| رئيس التحرير

| 2148


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

زمناً طويلاً عشته وسط أقرباء لي مسيحيون، لم يفرق بيننا شيئ ،لقمة نقتسمها، هدمة نتناوب على لبسها،لم أنسى يوماً الحاجة أم جمال، تلك السيدة المسيحية قدس الله روحها وهي تعد لنا الطعام وتوقظنا من نومنا لنتناول وجبة الافطار أو لنذهب إلى الجامعة....ماأحلى أن تعيش بين أهلك وإن إختلفت العقيدة، شيئ عظيم أن يرسخ في ذهنك وأنت صغير مبدأ :الدين لله والوطن للجميع..."ولكم دينكم ولي دين""ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" شيئ جميل أن تجلس على مائدة طعام وسط أحبابك المسيحيين وأنت المسلم الوحيد، لكنك لاتشعر بشيئ إلا أنك بين أهلك وأحبابك.

تجربة عشتها في بداية التسعينيات،كنت طالباً في الجامعة ،تربيت على أصول الدولة العميقة ،والتي لم أكن أفهم معناها إلا عندما أشتد عودي ،وسمعت من المفكرين والمنظرين مفهوم الدولة العميقة، إنها بحق هكذا...أن يعيش المسلم جنباً الى جنب مع شقيقه المسيحي، لايفرق بينهما شيئ، ملامح واحدة وطباع واحدة، عادات وتقاليد واحدة، العيب هو العيب والحلال هو الحلال والحرام هو الحرام...طباع إرتسمت على وجوهنا جميعا قبل أن تترجم داخلنا...نقاشات طويلة دخلت فيها مع إخوتي من المسيحيين،كانت نهايتها إقتناع أن الله الذي خلقنا شعوباً وقبائل وأجناس مختلفة كان في مقدوره أن يجعلنا دين واحد ،لكن حكمته أقتضت الإختلاف ( إسلامي مسيحي يهودي) كلها أديان الله، وكلاً يعتنق مايشاء، المهم أن كل الرسالات دعت إلى السلام، إلى المحبة، إلى المودة، إلى المواطنة، إلى العيش يداً واحدة وإن أختلفنا في معتقداتنا ....أياماً طوال ترددت فيها على الكنائس من باب المعرفة، وجدت دين آخر وأُناس آخرون ،محبون هادئون قانعون وطنيون، عاشقون لتراب هذا البلد، واقفون جنباً إلى جنب مع إخوانهم المسلمين،في أفراحهم هم أصحاب الفرح وفي أحزانهم هم أصحاب الهم.

إنها فعلاً مصر، حاضنة الأديان،الدولة الطيبة الرقيقة الهادئة المحفوظة العميقة، التي يسكنها الجميع دون فصل بينهما،مدارسنا واحدة وجامعاتنا واحدة وعقولنا واحدة وطباعنا واحدة، ألا تستحق منا هذه البلد أن نذوب فيها ؟ألا تستحق أن نقبل ترابها الطيب ؟ ألاتستحق أن نحافظ عليها؟

هي تستحق منا ماهو أكثر وأكثر.

كل عام وإخوتي وأحبابي وأهلي وعشيرتي بخير وعيد قيامة مجيد.

إخرستوس انستي ... إليسوس انستي!!!!

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟