رأيت بأم عيني قيادات أمضوا في الوظيفة ٣٥ عاماً على الأقل، وخرجوا للمعاش مديرين عموم ومساعدين أو نواب أو رؤساء شركات، والأخيرة قليلة جداً.
والحقيقة أنني فشلت في التوصل لمعرفة المعيار الحقيقي للتفضيل بين أصحاب المدة الواحدة والخبرة الواحدة والشركة الواحدة والمكتب الواحد والتخصص الواحد ولون الشعر الواحد ومقاس الجزمة الواحد والعمر الواحد ...لكن العجيب أنني رأيت بأب عيني موظفين عمرهم في القطاع ١٥ سنة وأقل ولم يقدموا يوماً خدمة واحدة للقطاع، بل أستفادوا منه كما لو كان عزبة لهم، وحصلوا على وظيفة نائب رئيس شركة.
ولا أعلم إذا كان بَرجل وزارة البترول أختلفت زواياه، ووسعت خطواته لهذه الدرجة حتى يرقي أصحاب المدد القصيرة لأكبر الوظائف، فيما ضاقت خطوة ذات البَرجل ليوقف ترقيات أصحاب المدد والخبرة عند أول درجات الوظيفة !!!
لكن حكمة الله تقتضي التسليم بالحديث القدسي" لأرزقن من لاحيلة له حتى يتعجب أصحاب الحيل"، وعلى نفس النسق" لأرقينّ من لاخبرة لهم حتى يتعجب أصحاب الخبرة".
والشاعر قال: هذا فضلُ المليكُ عليهمُ ...هذا عليه موسع ومضيقُ