حتى نتعلم حسن التعامل مع الغير، ونقدس ثقافة الإختلاف، وخاصةً مع صغار الموظفين، أثدي هذه الكلمات لكل رب مؤسسة ،لعله يقتدي بها ،فهو مهما علت منزلته، أو كبُر كرسيه فلن يكون أحسن أدباً ولا أفضل خلقاً ممن علمونا كيف يكون الأدب وكيف يكون الخُلق...فقد تحدثت كتب التاريخ بأن "يونس بن عبد الأعلى" كان أحد طلاب اﻹمام الشافعي...إختلف مع أستاذه اﻹمام "محمد بن إدريس الشافعي" في مسألة، أثناء إلقائه درسًا في المسجد، فقام "يونس" غاضبًا وترك الدرس، وذهب إلى بيته، فلما أقبل الليل سمع صوت طرق على باب منزله!
فقال يونس :من بالباب؟ قال الطارق : محمد بن إدريس فقال يونس :فتذكرت في كل من كان إسمه محمد بن إدريس إلا الشافعي..قال :فلما فتحت الباب، فوجئت به..فقال اﻹمام الشافعي:
يا يونس، تجمعنا مئات المسائل وتفرقنا مسألة !!
يا يونس، لا تحاول الإنتصار في كل الإختلافات فأحيانا "كسب القلوب" أولى من "كسب المواقف"..يا يونس، لا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها، فربما تحتاجها للعودة يوما ما.
إكره الخطأ دائمًا ولكن لا تكره المُخطئ، وأبغض بكل قلبك المعصية، لكن سامح وإرحم العاصي...يا يونس،إنتقد القول، لكن إحترم القائل، فإن مهمتنا هي أن نقضي على المرض لا على المرضى