الكاتب : عثمان علام |
09:00 pm 18/11/2020
| 3414
في نهاية سبعينيات القرن الماضي، كتب الأديب فتحي غانم روايته «زينب والعرش» ، والذي يعد أيقونة الأعمال الدرامية التي صورت تغيرات فى المجتمع المصري خلال حقبة من الزمن ، ليكمل بذلك رائعته " الرجل الذي فقد ظله .
عرض المسلسل للمرة الأولى عام 1980، ولاتزال قناة دريم تعرضه حتى الآن ، واعتبره النقاد تحفة من كلاسيكيات الدراما العربية عن رواية تحمل ذات الاسم للروائي «فتحي غانم» ، والتي كتب السيناريو والحوار صلاح حافظ ، وإخراجها «يحيى العلمي» وقام بأداء الأدوار محمود مرسي وكمال الشناوي وسهير رمزي، وصلاح قابيل، وحسن يوسف .
كما اعتبر النقاد المسلسل بانوراما موسعة لحركة المجتمع المصري عبر فترة زمنية تمتد من نهاية عهد الملكية، مرورًا بقيام ثورة يوليو 1952، وحتى هزيمة يونيو 1967، حيث رصد فتحي غانم الإحساس باختلاف القيم وتغيرها والاختلالات الاجتماعية القائمة عبر حشد من الشخصيات تتصارع على النفوذ والسلطة يقدمها من خلال عالم الكاتب في الصحافة والذي سبق أن تناوله أيضًا في رائعته «الرجل الذي فقد ظله».
لقد كان المسلسل الذي لازلت اشاهده الأكثر صدقًا وقسوة لهذا العالم الغامض الذي كشف فيه عن غابة من حيوانات بشرية، متوحشة وأليفة ، كما جاء النص معبراً عن النفس البشرية وتعقيداتها وصراعها الطويل مع ذاتها ومع الواقع على غرار روايات دوستويفسكي والذي يعتبره فتحي غانم معلمه الأول، فقد اعترف بأنه كتب رواية «زينب والعرش» ، بينما يجوس في مخيلته شبح دوستويفسكي.
ورغم أن المسلسل صور حقبة زمنية معينة ، لكنه بمقياس الواقع ، نستطيع أن نقول : أننا نعيش في زمن رواية فتحي غانم "زينب والعرش"، والتي تخطت عالم الصحافة وما يدور فيه لعوالم كثيرة وفي كل الأركان ، حتى أن المجتمع المصري منذ ثورة 25 يناير لم تستقم سلوكياته بعد .