06:00 pm 24/08/2020
| 1788
في أول جمعية عمومية عقدها ، قال له المهندس سامح فهمي : كم تبلغ الأرباح هذا العام؟.. فقال: اكثر من مليار جنيه ..رد الوزير : وماذا فعلت؟.. قال: فتحت ألف بيت "تعيين ألفشاب".. ومضى العام وجاء موعد الجمعية العمومية للعام الذي يليه ..وقال الوزير : كمتبلغ أرباح هذا العام ؟.. قال: أكثر من مليار وثلث ..فقال الوزير : وماذا فعلت ؟.. قال:فتحت ألف بيت أخر ، أثنى عليه الوزير وشكره .
منذ هذه اللحظة عرفت الراحل طيب الله ثراه المهندس صادق حفظي ، الرجل الذي صنعمجد شركة صان مصر ، وعندما خرج للمعاش تركها شركة عملاقة ، مضت عليها السنونوها هي يخرج من بين جدرانها قيادات اتسعت لهم شركات القطاع بمختلف تخصصاتها.
وليس صادق حفظي بالرجل الموصوف بالشاطر أو المدير الناجح فقط ، بل كان بالإضافةلهذا كله ، رجل دمث الخلق عفيف اللسان ، طائر سلام يسير على الأرض ، لم يبخلبخبراته على أحد من تلاميذه وزملاءه ومحبيه وحتى من لم يعرفهم .
ظل متواصلاً مع الجميع حتى لقط أنفاسه الأخيرة ، يشارك الكل أفراحه واحزانهونجاحاته ، لم يتخلف يوماً عن مناسبة ، بل كان دوماً هو المصباح المتقد في كل الجلساتواللقاءات والاجتماعات .
كنت أحرص أن القاه كلما سنحت الفرصة لذلك ، وكان اللقاء الأخير في مؤتمر إيجبيس ،تعلقت بتلابيبه وهو يمر مرور الكرام على أجنحة المعرض ، ولأنه يحمل سر المحبة بينجنبيه ، فقد كان يحظى بحب وتقدير الجميع ، لم يتركه تلاميذه وزملاءه وحيداً أبدا ، بلكان الاحتفاء والاحتفال بوجوده أشبه بعرس وهو العريس فيه .
وقد آلمني خبر فراقه لنا ، لكن الموت قدر محتوم على الجميع ، نعم هو يحصد الطيبون ،يخطفهم ويفارقونا ، ويترك الاراذل منا ، لكنها مشيئة الله التي لا مفر منها .
وإن كان المهندس صادق حفظي قد رحل بجسده ، فإنه روحه الطاهرة ستظل تسكن فيناجميعاً ، وستظل سيرته العطرة تعيش بيننا ، وسيظل طريقه الذي سلكه ملهماً لنا..ونسأل الله الذي يبقى ملكه أن يرحم من زال ملكه وأصبح مسجى على التراب ، فهوالغفور الرحيم الجابر لخواطرنا ، فإلى جنة الخُلد ايها الحبيب الغائب الحاضر طيبالذكر دائماً ابدا .