الكاتب : عثمان علام |
11:12 pm 01/11/2019
| 2582
حتى أولئك الذين كانوا يحتلون مراتب متأخرة في الغناء والألحان والكلمات لايزال يحكي عنهم التاريخ وكأنهم شيئ جميل وهم بالفعل هكذا ، لكن الذين يتصدرون الآن المشهد في الكلمات والألحان والأغاني لا يتذكرهم الحاضر ولا الغائب ، هم كالعدم سواء لا صوت ولا فن ولا حتى شكل...وحسناً فعل هاني شاكر عندما أعلن حربه على حمو بيكا وأمثاله ، وليته يواصل ليطهر الساحة من هؤلاء الجراثيم الذين لوثوا عقول الشباب وأفسدوا الفن ولم تعد هناك كلمات تشجي ولا أصوات تطرب.
من ضمن الذين لم ينالوا حظاً وفيراً في الشهرة رغم أنه عملاق المطرب محمد قنديل ، فقد غنى الكثير من الكلمات من ضمنها ما كتبه عبد الفتاح مصطفى ولحنه عبد العظيم عبد الحق أغنية "سحب رمشه"، والذي يدقق في الكلمات يجد أن الشاعر كان يمسك بأطراف اللغة حتى أنه طوع الالفاظ للألحان ، فجاءت ألحان عبدالعظيم عبدالحق متسقة مع الكلمات في نسج خيالي وجمالي غير مألوف في الالحان والألفاظ العربية .
جملة سحب رمسه ، تشعرك وكأن الرمش طال وتمدد ليس لأنه هكذا ولكن لجمال لفظ "سحب"، ثم يأتي جمال "نسيم العصر ع القُصة بيحكي للهوى قِصة" ليرسم مشهد جمالي لقُصة الشعر والقِصة التي يحكيها هذا الجمال وهو متدلي على الوجه الجميل وهكذا بقية الكلمات:
سحب رمشه ورد الباب كحيل الاهداب
نسيت اعمل لقلبي حجاب وقلبي داب
رموشه تميل على خده جناح رفرف على ورده ولو طلب القمر وده أمل كداب
نسيت اعمل لقلبي حجاب وقلبي داب
سحب رمشه ورد الباب
نسيم العصر ع القصة بيحكي للهوى قصة..وبين البصة والبصة تدوب احباب
نسيت اعمل لقلبي حجاب وقلبي داب
سحب رمشه ورد الباب
كحيل والحكل من بابل وامتى عيونا تتقابل...ياريت نظرة وانا قابل ولو بعتاب
نسيت اعمل لقلبي حجاب وقلبي داب
سحب رمشه ورد الباب
غزال انفاسه تتنسم عبير والخطوة تتقسم نغم وشفايفه تتبسم ولا العناب
نسيت اعمل لقلبي حجاب وقلبي داب
سحب رمشه ورد الباب.
هذا هو الفن الذي نعرفه أم بلطجية فن هذه الأيام فلا نعرفهم .