للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...هل لك أن تتجرع السم طائعاً ؟

كلمتين ونص...هل لك أن تتجرع السم طائعاً ؟

الكاتب : عثمان علام |

01:40 am 01/09/2019

| رئيس التحرير

| 2488


أقرأ أيضا: Test

 وعندما حان وقت تنفيد الحكم قدّم له السمّ فتجرّعه بكل إقدام، وهكذا قضى زمنه دفاعاً عن منهجه في الحياة.

في ضواحي أثينا ولد سقراط سنة 399 ق.م. وعاش فيها حياته كلها إلى أن كانت وفاته سنة 469 ق. م. والده نقاش وصانع تماثيل ، وأمه كانت تعمل قابلة ، تعلّم سقراط في صغره مهنة والده وعمل بها حيناً من الزمن يقال انه صنع خلالها بعض التماثيل التي عرضت فيما بعد بأثينا.

لكن سقراط لم يأتلف مع النقش والتماثيل فهجر مهنة والده، ومال إلى الفلسفة التي عدّها رسالة في الحياة، ولم ينشغل بغيرها إلاّ عندما اضطرته ظروف الحرب أن ينخرط في الجيش لبعض الوقت.

أما تحصيله للفلسفة فقد كان عن كل من انكاسغوراس وارخيلاوس، وأخذ علم الفصاحة عن السوفساطي بروديكوس.

بعد نبوغه حاول بعض أغنياء أثينا أن يستقدموه إلى منازلهم ليعلّم أولادهم ، فرفض تلبية رغبتهم، واتجه بكل جهده إلى تعليم ابناء الفقراء الذين لا يستطيعون استقدام أساتذة ، وكان عمله مجانياً.

كان سقراط يحب الحكمة ويرفض ربطها بالمال، مما دفعه إلى ممارسة أسلوب فريد في عصره، وهو أن ينزل إلى سوق أثينا، وإلى المجتمعات العامة ليتحدث بكل حرية وجرأة إلى كل من يأنس فيه ميلاً إلى الكلام ، ولم يرتبط تعليمه بمكان أو نظام محدد.

ولقد أخذ سقراط موقفاً مضاداً للديمقراطية جلب له نقمة الكثير من افراد الشعب ، وكذلك انتقد الارستقراطية فغضب عليه رجالاتها ، هذا إضافة إلى عمله التعليمي الذي أثار السوفسطائيين الذين كانوا يمارسون التعليم بأجر، وكذلك الأغنياء الذين لم تعجبهم مجانية التعليم وفق الطريقة السقراطية.

في هذا الجو تهيأت الظروف لخصوم سقراط كي يوجهوا له التهم، وعلى رأسها ادّعاؤهم أنه يفسد الشباب الذين التفوا حوله بأعداد كبيرة، فاقتيد إلى السجن وجرت محاكمته التي رفض فيها طلب الاسترحام بل بدا مشفقاً على القضاة لما يقومون به .

حكم عليه بالإعدام، وقضى قبل تنفيذه ثلاثين يوماً في السجن كان أصدقاؤه وبعض تلامذته يغريه بالفرار، فلم يستجب لهم ورفض إغراءهم لأن الفرار من الموت عنده شكل من الجبن ، إضافة إلى أنّه من واجب الفرد أن يطيع القانون، وإذا ما حكم عليه بالموت فواجبه أن يتقدّم إليه طائعاً ، وعندما حان وقت تنفيد الحكم قدّم له السمّ فتجرّعه بكل جرأة .

وأفضل ما كان يراه سقراط بأن الإنسان ليس شريراً بطبعه، وبالتالي فإنّه لا يفعل الشرّ بإرادته ، وهذا ما دفعه إلى إعفاء الأشرار من نتائج أعمالهم ، لأنّهم لم يقصدوا الشرّ، وإنما حصل ذلك بسبب جهلهم الأساليب المؤدّية إلى النتائج الخيّرة ، وما علينا إلاّ أن نصحّح لهم معلوماتهم كي يصبحوا في عداد الأخيار.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟