الكاتب : عثمان علام |
11:26 pm 15/08/2019
| 2583
حجم الحنان المتدفق من صوت نجاة لايمكن أن ينبع من صوت أخر، قد يكون حبلها الصوتي وأتساع حنجرتها ليس كأم كلثوم أو ميادة أو فايزة أحمد أو فيروز، غير أنها تميزت بمذاق خاص لايستشعره إلا محبي نجاة وعشاقها وماأكثرهم.
٢٥٠ أغنية، هم عدد أغانيها، شدت للهجران والغياب والعذاب واللقاء والعشق والحب والود، صورت حتى كيف يكون لهيب الشوق لدى المحبين عند اللقاء بعد الغياب...غنت للوطن وللعروبة، لكن تجلت عظمة صوتها وهي تناجي الله في أغنية "الهي ما أعظمك في قدرتك وعلاك".
سيل من المشاعر المتدفق يجعلك وأنت تسمع هذه الأغنية تدمع عيناك، جمال الصوت ورقة الأداء وعذوبة الكلمات تشدك إلى عالم آخر، إنه العشق الإلهي بصوت معشوقة المحبين نجاة الصغيرة.
إلهي ما أعظمك في قدرتك وعلاك
إلهي ما أرحمك في غضبتك ورضاك...إلهي ما أكرمك للعبد لو ناداك...جلت صفاتك يا من لا إله سواك.
إنه العبد عندما يناجي ربه وهو مخطئ، وهو مقهور وهو مظلوم وهو عليل وهو متقطع السبل ولا يرجو سوى الغفران.
ثم تأتي الكلمات الحاضة على السعي وطلب الرزق، ثم رحمة الله التي تسع كل شيئ فتهدي العاصي وحتى المغرور، فتقول:
خلقت النور وقلت اسعوا في طلب النور..ومشيوا ناس وتاهوا ناس في وسط بحور..بعثت الرحمة تهدي العاصى والمغرور..وفيه من تاه وفيه من ساير المقدور.. وبرضوا كريم وكنت حليم وكنت غفور..إلهي ما أعظمك ..إلهي ما أرحمك .. إلهي ما أكرمك...جلت صفاتك يا من لا إله سواك.
حتى العلم كان له وصف في شجون نجاة وهو تناجي الله بهذه الكلمات، فتقول:
وهبت العلم يبني طريق سلام وآمان..وفينا من رفع راية الهدى عصيان..بدعوة جرح شارد يتمُ العدوان..يتوه الظلم والجبروت والطغيان..في صحوة ريح وغضبة سيف أو بركان..إلهي ما أعظمك .. إلهي ما أرحمك ..إلهي ما أكرمك..جلت صفاتك يا من لا إله سواك.
ثم تحكي الكلمات قصة الإنسان، فهو مهما كان عظيماً حتماً سيندثر مع الزمن ولا يبقى منه إلا سيرته، فكم من العظماء خلدت الجدران أسمائهم، لكنهم راحوا وتساوى الجميع في النهاية، فتقول:
على خدود الحجر ساب الزمن تجاعيد..تحكي لدنيا البشر قصة ملوك وعبيد..الكل راح واندثر واتساوى فى المواعيد..وساب فى أقصى السور أيات لها تمجيد..صلى عليه الزمن بالحمد والتوحيد..إلهي ما أعظمك .. إلهي ما أرحمك ..إلهي ما أكرمك
جلت صفاتك يا من لا إله سواك.