للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...مؤخرة سما ومقدمة ابن خلدون(عثمان علام)

كلمتين ونص...مؤخرة سما ومقدمة ابن خلدون(عثمان علام)

الكاتب : عثمان علام |

11:08 pm 28/07/2019

| رئيس التحرير

| 3232


أقرأ أيضا: Test
بينما يحفظ الأطفال أغاني "ماڤيا"، للمطرب والممثل والفنان محمد رمضان عن أخرها ، وأغاني حمو بيكا واوكا واورتيجا ، فشلوا في حفظ بيتين من الشعر لحافظ ابراهيم او أحمد شوقي ، أو خمس آيات من القرأن الكريم .
 
هذه المشكلة طالت أطفالي واقرانهم في المدرسة والنادي ، بحثت في من هم مثلهم في العمر والمرحلة والوسط الإجتماعي وحتى طريقة التربية، فوجدت أن هذا شيئ عادي وڤيروس مصاب به كل الأطفال في هذا السن ، سن التعليم فيه يكون كالنقش على الحجر، لا يمكن أن يمحوه شيئ .
 
ربما اتهمت نفسي وزوجتي وأصدقائي وزوجاتهم بالتقصير، لكن وإن قصرنا نحن الرجال ، فلا يمكن للزوجات ان يقصرن ، وهن من يعتبرن تربية صغارهن رسالتهن في الحياة ، ولا عمل لهن سواهم والقيام على تذكيرهم ومراعاتهم .
 
لكن مكمن المشكلة في الخطورة التي تمثلها وسائل الإعلام، وكيف أنها نافذة لها مفعول السحر في آذان واذهان وقلوب الصغار والذي لم يعد بمقدورك أن تعزلهم عن الشارع الإعلامي .
 
ومنذ سنوات كان الآباء يمنعون ابنائهم من النزول إلى الشارع، او مصاحبة من هم دونهم في التربية ممن يتلفظون بألفاظ سوقية وعديمة التربية، والآن انتقل الشارع بكل قاذوراته الى البيت، عبر شاشة التليفزيون او عن طريق اليوتيوب، وحتى لو سكنت في أرقى الاماكن، والحقت ابناءك بأرقى المدارس، واشتركت لهم في اعظم النوادي، فلن تختلف ثقافتهم هذه الأيام عن ثقافة من يعيشون في أحط الأماكن الشعبية .
 
لقد ظهر جيل من الشباب الفاسد بات هو القدوة للصغار، وما أكثر الشباب متعاطي البانجو الذين يخصصون لانفسهم قنوات على اليوتيوب ويبثون الفاظ تفسد وتدمر الاطفال، هذا ناهيك عن القنوات الموجهة والتي بعضها يبث مشاهد جنسية، وقد يكون ذلك أرحم من اغنية ماڤيا او اغنية اديك في الحارة شيكارة، او حتى ارحم من سما المصري التي تبدع في إظهار عمليات الشد والجذب التي طالت كل تقاطيع جسدها بما فيها المقدمة والمؤخرة ، لتبدي عورتها وعورة مصر وهي تبدع في إظهار كل ذلك على السوشيال ميديا .
 
هناك دول كثيرة تحافظ على اطفالها من هذا العبث، وتستطيع اي دولة ان تكون هي الفلتر والمتحكم في كل ما يعرض ويذاع على الاطفال خاصة، لأنهم هم الارض البكر التي تستطيع ان تنبت فيها كل شيئ، وهم شباب الغد ورجال بعد الغد، وقادة المستقبل، فكيف نتركهم لماڤيا يفعل بهم هكذا ؟
 
إن اكثر المتابعات لاغاني ام كلثوم وعبدالحليم وميادة وفايزة و وردة لا تتخطى على السوشيال ميديا مائتي الف، بينما تخطى متابعو ماڤيا ال8 مليون متابع، لتسجل هذه الأغنية او النشاز اعلى نسبة .
 
وإنه لمن الخطر أن نترك اطفال خضر الحواصل بدون راعٍ  ومسئولية إعلامية صحيحة ، تعيد لهم برامج ابلة فضيلة وماما نجوى لتربي عندهم الذوق، ولتعيد صياغة تربيتهم تربية صحيحة، وما احوجنا لمثل هذه البرامج .
 
اما مؤخرة سما المصري ومقدمتها، فدعوها لنا نحن كبار السن، ربما نجد فيهما شيئ يقضي على آلام البحث عن الرزق طوال اليوم ، أو عله يكون باعث على الحياة لمن مات عندهم شغف اللهفة والشوق ، أو عله يكون رسالة لكل إمرأة تعتز بنفسها ، في أن البضاعة التي اتلفها الهوى، وحط عليها كل طائر لا تصلح للاستخدام الآدمي، وإنما تصلح لأن تكون ملاذاً لكل سفيه ووضيع وباحث عن متعة مع ساقطات هذا الزمان .
 
وصدق ابن خلدون عندما قال:
إذا فسدت التربية تحولت البيوت الى ذكريات والذكريات الى حكايات.
أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟