لو سألنا وزير كم جلس قبلك على هذا الكرسي؟ سيقول: كثيرون ، ولو سألنا رئيس شركة نفس السؤال لأجاب بنفس الإجابة ، لكن كثيرون منهم لايتركون خلفهم ذكرى طيبة يحتسبها الناس لهم عندما تمر الأيام ويجور الدهر عليهم...وفي قطاع البترول ظل الدكتور العالم حمدي البنبي قبل رحيله بعيداً عن الأضواء قرابة ال١٨ عام ، إلا أنه عاش محفوفاً بالحب من الجميع ،وعندما مات سار في جنازته من عرفه ومن عاشره ومن عمل معه ومن صاحبه ومن سمع عنه ، بينما كثيرون ممن كانوا في عهده أو عهد من سبقه أو لحقه ماتوا حتى قبل أن يُقبروا...وماأسرع تلك الأيام ، وإنما يداولها الله بين الناس ، ومن سره زمن ساءته أزمانُ...ولاشيئ يدوم سوى حُسن الخلق والتواضع والمعاملة الحسنة ، وليس التكبر والتعالي ، وكن لمن هو أصغر منك سناً ومقام سنداً يكن لك عكاز عندما تعجزك الأيام ولاتجد لك مُعين إلا ماقدمت ، فقريباً تزول الكراسي ، وسيجلس عليها غيرك ممن أحببت وممن كرهت ، فلاتجعلها في قلبك فتُعذب بها دنيا وآخرة، فالسيرة الطيبة أطول منك عمرا!!!!
