بدأت أمس اعمال امتحانات واختبارات قيادات ورؤساء شركات البترول، وذلك في إطار إعداد مدير جيد وناجح ويتواكب مع خطة تطوير وتحديث وإحلال وتجديد وهدم وبناء القطاع .
واللقاء الذي تم هو واحد من 4 لقاءات تجرى فيها الاختبارات، بعدها سيتم إعداد تقييم نهائي من الشركة المنفذة للبرنامج لبدء العمل به أو التجاوز عنه، ربما لأنه غير مناسب لطبيعة البشر داخل القطاع .
وقد أثار هذا الموضوع غضب بعض القيادات، بينما استحسنه البعض خاصةً القيادات الشابة الطامحة لتولي مناصب قيادية في المرحلة المقبلة، والذين استهجنوا الأمر لم تعجبهم الأسئلة التي اعتمد معظمها على الحدس وسرعة البديهة، وهذه شروط جيدة ويجب توافرها في الباحث عن الصعود .
والحدس هو التوقع من غير يقين، وهو الظن من غير تأكد، وهو توقع الشيئ وإن لم يحدث، وهو في مجمله وشموله وجود رؤية بعيدة وتوقع لحدوث أشياء، وتوافر بدائل في الأزمات، والأسئلة التي تتناسب مع الحدسْ كما جاء في كتاب "الفراسة وقوة الحدس" للمؤلف فيليكس ايشباخر:
هل أنا مدرك لمواهبي وكفائتي؟ أم هل أنا غريب عن نفسي؟..هل وجدت نفسي؟ هل أعرف من أنا؟
وأمثلة على اسئلة ادراك الأخر: من ههما هذان الشخصين اي اسمهما وماذا يعملان؟ وما الفرق بين الشخصين من صفاتهم واعمالهم واخلاقهم .
وهناك أسئلة تعتمد على سرعة البديهة، وهي الصفة التي تبين وتقيس القدرة الذهنية العالية لمن يريد الترقي، بحيث يكون لدى رئيس الشركة المُختبر، قدرة على التجاوب السريع مع ما يتلقاه من الخارج، ليفهم ما يُقال له من المرة الأولى، ويبدي ردة الفعل أو التصرف المناسب على ما تمّ تلقيه بأقصى سرعة ممكنة.
وهذا يرتبط بسرعة الإنسان في إدراك الأشخاص، وبقدرتهم على التفكير بشكل مباشر فيما يُقال لهم، حيث تنتقل المعلومات من خلال وسائل الإدراك الحسي إلى دماغ الإنسان، ليتم ترجمة هذه المعلومات ذهنيًا بسرعة فائقة، ومن خلال ذلك يستطيع الإنسان إبداء حالة عالية من التجاوب السريع مع الأحداث الملموسة، وبهذا يأتي القرار سريعاً، وإذا ما اجتاز رئيس الشركة ذلك يكون قادراً على القيادة .
وربما تكون الأسئلة المناسبة لهذه الصفة: هل تذهب الى لسينما، وهل تركب دراجات أم لا ، وهل تنزل إلى البحر بالشورت أم بالجلباب ؟ ، وماذا تفعل لو أن فأراً دخل بنطلونك وأنت بين الناس أو في اجتماع مهم، أو هل تحب النكات.. وكلها أسئلة تعتمد على سرعة الرد، وسرعة الرد تقيس سرعة إتخاذ القرار .
وأعتقد ان البارع في الرد على مثل هذه الأسئلة الذين يجيدون الإدارة بكل أنواعها، على عكس الذين يجيدون الأعمال الفنية الهندسية، وهذا ما يعني أنهم راسبون لا محالة .
وأسئلة القيادة كثيرة ومتنوعة، واعتقد أن الشركة القائمة بالاختبارات لم تتطرق لأسئلة من نوعية: هل تجيد الانجليزية، او الفرنسية، أو هل تلبس بدلة يومياً أم بنطلون جينيز، لأن هذه أشياء بديهية ويجب أن تكون متوفرة في أي قيادة .
لكن ماذا لو كانت هناك أسئلة عن إجادة اللغة ووجدوا أن البعض لا يجيدها ؟، هل سيتم خلعه من منصبه أم الإبقاء عليه!!
وماذا لو رسب رؤساء الشركات الحاليون في هذه الاختبارات، هل سيتم تغييرهم أو الإبقاء عليهم ؟، وهل سيتم اختبار رئيس الهيئة ورؤساء القوابض ووكلاء الوزارة، وجميعهم هم الذين سينفذون قرارات الشركة المُقَّيمة للقيادات ؟
أسئلة كثيرة ستجيب عنها الأيام القادمة..كان معكم خميس أبو العافية من اللجنة .