لو كان المهندس محمد طاهر رئيس لجنة ترشيد الإنفاق بقطاع البترول وفر الجهد والوقت في اللجان المنعقدة لوضع توصيات الترشيد لكان ذلك أولى ، على الأقل كنا شعرنا بالترشيد الفعلي بدلاً من زيادة الطين بلة ، وشرب الشاي والقهوة وضياع وقت السادة الأعضاء.
لقد أطلعت على منشور الترشيد ، فوجدته صيغة مكررة من منشور العام الماضي والأعوام السابقة ، ولم يتضمن المنشور منع تأجير ڤيلات المصايف أم ٢٥٠ ألف جنيه في ال ٤٥ يوم ، ولم نجده يمنع بقرار حازم وحاسم إستخدام رؤساء الشركات لأكثر من سيارة ...لأنه وفي نفس الوقت الذي خرج فيه منشور الترشيد ووزع على الشركات وجدنا رئيس شركة معدوم الضمير ذهب ليتشمس ب٣٠ ألف جنيه ، وأخر ذهب ليتشمس ب٢٥ ألف ، وياعالم التالت راح يتشمس بكام ، لوائح تفصيل ولا أحد يحاسب.
لقد بُح صوتنا للتحقيق في واقعة الڤيلا أم ٢٥٠ ألف في ال٤٥ يوم ، ولم يتحرك مسئول واحد ، ونشرنا أسطول السيارات الموزع على السادة المسئولين في كل موقع وبيت وقصر ولم يتحرك أحد .
والحقيقة المُرة التي إكتشفناها بعد الهري أن السادة المسئولين مستفيدين من هذا الوضع ، وأتضح أن الفم عندما يُطعم حتماً تستحي العين ، وأتضح أنهم أكثر الناس نفعاً وإستنفاعاً وتنفعاً من هذا الوضع ، واتضح أنهم بيروحوا يتشمسوا كلهم ب ٥٠ و ٦٠ ألف ، فكيف يوجهون اللوم لغيرهم وهم يرتكبون نفس الجرائم ؟
كنت أتمنى أن تصدر لجنة الترشيد قرارات تُعمم على كل الشركات كبيرة وصغيرة ، تمنع هذا السفه والتبذير ، تُحاسب بالإقالة والفصل والنقل من لايُنفذ قراراتها ، لكن للأسف وجدناها لجنة توصي ، وليتها وصية واجبة كتلك الذي يوصي بها الجد لحفيده الذي مات والده ، إلا أنها وصايا مهلبية ، مجرد مسكنات ، مجرد ورق رايح وورق جاي ، تأدية واجب ، علشان لما حد يسأل يطلعوا يقولوا : بعتنالهم يافندم !!
لقد صدعتمونا بالخوف على البلد ، والعمل من أجل البلد ، والحفاظ على البلد ، وللأسف طلعت البلد مفشوخة منكم... استحللتم المال العام ، وأهدرتم ثروات القطاع ، ومصيتو دم الغلابة ، وتغاضيتم عن جرائم موظفيكم لإشتراككم فيها ، وسيعذبكم الله بهذا النعيم الذي تنعمون به في الدنيا .
ورسالتي للمهندس طاهر:- لابد وأن تُعيد النظر ، وتصدر قرارات لا توصيات ، وتحقق في جرائم رؤساء الشركات وخاصة متوسطة الإنتاج ، وصدقني سيكون ذلك في سجل حسناتك قبل أن يُدون في ملفك الوظيفي.
لانريد أن نردد مايُقال ، ويملأ الأسماع والأذهان : إذا كان رب البيت في المصيف مسرفا ، فشيمة أهل البيت في المشتا الرقصُ!!!!
