لايموت الكبير فقط، الصغير أيضاً يموت، الطفل والشاب والشيخ، الفتاة والسيدة والعجور يموتن أيضاً، هو كأس كل البشر تتجرعه، لا فرق بين هذا وذاك، فالقلب عندما يتوقف نبضه يفارق الإنسان الحياة، محمولاً على الأعناق، المهم العمل لهذه اللحظة الأتية لامحالة .
كان الزميل شادي احمد يأمل في أن يعيش حياة أخرى..وقت أخر..زمان أخر.. ربما كانت لديه أحلام لم يحققها.. مستقبل لم يدركه..وظيفة لم يصل اليها.. قريب كان يتمنى وصله..وقبله كان الكل يأمل في ذلك ..كان يأمل في العيش لفترات..يحصل من الدنيا على الكثير.. مثلنا جميعاً نلهث خلف كل شيئ..نتمناه ونريد تحقيقه ولا ندركه..أشياء ليست حقيقة غير أننا نفكر فيها..تاركين التفكير والعمل في الحقيقة الواحدة والمؤكدة "الموت"..ويظل كلاً من يأمل ويتمنى أن يعيش حياة أبدية.. حياة لا نهاية لها..فالوقت لم يسعفنا حتى نفعل ما نريد.. إنها الحياة التي تُلهينا، فنظلم ونقهر ونتعدى على غيرنا، ثم نموت ونحاسب على كل شيئ .
وإنه لشيءٌ غريب أن يصبحَ الشيءُ لا شيء..الموتُ لا يعني أحداً وإنما الحياة هيَ التي تعني الجميع .