ماذا يفعل أعضاء مجلس الإدارة ؟ ..سؤال يتبادر إلى الذهن والعقل والقلب وكل أعضاء الجسم، كلما راقبنا الأداء المتدهور لبعض الشركات مالياً وفنياً .. حتماً هناك أعضاء وطنيون ومحترمون ومخلصون وأدائهم جيد .
منذ سنوات نظم العاملون بشركة الاسترينكس وقفات مطالبين بصرف أرباحهم، وكانت الشركة قد حققت خسائر تحول دون صرف هذه الأرباح، وفي الوقت الذي امتنعت فيه الشركة عن صرف الأرباح للعاملين، قامت بصرف المكافأة السنوية لأعضاء مجلس الإدارة، تكريماً لهم على حُسن الأداء الذي جعل الشركة تحقق خسائر .
وهذا نموذج رائع وفائق الجودة في الكثير من الشركات، تُبتلى بالخسائر، وأعضاء المجلس يحصلون على البدلات والمكافآت، وكأن دورهم الحقيقي هو الصرف فقط، دون المشاركة في تقدم أو تحسن أو رفع معدل الأداء .
وما أعرفه ويعرفه كل واحد عارف ويعرف، أن مهمة أعضاء مجلس الإدارة تكمن في وضع ايديهم على النقاط الحساسة والضعف والخلل وإصلاحها، حتى تتقدم الشركة ويرتفع مؤشرها، لكنهم وللأسف يضعون أيديهم على الأماكن الحساسة فقط، والأماكن الحساسة هنا ليست إشارة إلى التحرش "لا سمح الله"، ولكن الأماكن الحساسة التي تمنح بدلات كبيرة وأحياناً يصعب عدها .
ثم أن هناك سؤال أخر: ما هي تلك العبقرية التي تجعل من شخص بعينه أو أشخاص باعينهم وبأيديهم وأرجلهم يجمعون أكثر من 5 عضويات، وفي أكبر الشركات سخاءً وعطاءً، بينما غيرهم ليس عضو في مجلس إدارة واحد ؟
هناك اقتراح يمكن العمل به لإصلاح هذا الخلل، وهو تقنين العضويات، واقتصارها على شخصيات يمثلون جزء من رأس المال فقط، وبلاش تعيين فلان عضو في الشركة الفلانية عن الشركة الفلانية التانية أو القابضة أو الهيئة، يعني تلاقي واحد عضو في شركة استثماري وهو موظف هيئة عن الشركة القابضة التابعة لها الشركة الإستثمارية، ما هي العلاقة التي تجمع بين هذا وذاك ؟،..أقسم لكم أن هناك أعضاء في شركات فنية لا يعرفون عنها سوى اسمها، ولا يهمهم من قعدة المجلس الموقر سوى "الظرف".
المهم، يتم أيضاً توحيد البدلات والمكافآت، ومفيش حاجة اسمها عضو مجلس إدارة ب2500 جنيه أو 4 آلاف والتاني ب10 آلاف جنيه، هذا لن يجعل أحد يتهافت ويقاتل على العضوية، ولن يعارك حتى يوضع في الشركة الفلانية .
وعلى رأي المثل"يا عضوية وحشتينا وشمتي الأعداء فينا".. وربنا يبارك ويجعله عامر .