إذا كنت اعتبر اختيار المهندس ياسر صلاح رئيساً لشركة جاسكو، وقبلها العملاق "غاز مصر"، إنجازاً غير مسبوق في قطاع البترول باعتباره نهجاً جديداً لتصعيد القيادات الشابة من قِبل المهندس طارق الملا، فإنني اعتبر اختيار المهندس وليد لطفي رئيساً لعملاق البناء والتشييد في مصر والخارج "بتروجت"، هو الاختيار الأكثر توفيقاً .
ربما لا تجمعني صداقة وطيدة بالمهندس وليد لطفي، كتلك التي جمعتني بالاساتذة الكبار من الرواد الذين اقاموا وشيدوا هذا البنيان، غير أن شهور من عمر الزمن كانت كفيلة بأن تقذف بهذا الشاب في طريقي وطريق كل المتابعين لأخبار قطاع البترول، ليتعرفوا عليه عن قرب فتتضح الصورة وتكون أكثر إشراقاً.
قد يكون الحدس في بعض الأحيان نوعاً من اليقين، خاصةً عندما يدعم هذا الحدث بخطوات ثابتة يخطوها وليد لطفي في قيادة بتروجت، فنوعاً من الاستقرار لهذه الشركة الممتدة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً داخلياً وخارجياً، بقوام 33 ألف موظف، لهو كفيل بأن يكون شهادة نجاح لمن يعتلي كرسي هذا البنيان .
إن من يفكر في البشر ويعمل على دعمهم وتدعيمهم، قبل أن يفكر في المعدات والآلات لهو كفيل بأن يكون مدير جيد في زمان عز فيه وجود هذا النوع، وإنني لأظن "وأغلب الظن يصدق إذا كنا لا نؤمن بالصدف"، وليد لطفي ذلك المدير الجيد .
قد يكون عمره ليس كعمر سابقيه في الإدارة، وقد يكون أسلوبه هو الأكثر اختلافاً عن غيره من الرواد، لكنه اكتسب منهم خبرتهم، مدعمة بتعليمه الجيد وسياسته الأكثر هدوءً واحتكاكه بجنسيات مختلفة .
ولهذا الصرح في قلبي مكان، وكم يسعدني أن أرى من يترأسه محمود السيرة وحسن السريرة، وكم ينغص عليَّ حياتي أن ارى من يكون عكس ذلك داخل هذا البنيان ولو كان عامل صغير، لكن تشاء إرادة الرحمن أن يكون الحظ حليف هذا الصرح في حُسن اختيار من يجلسون على عرشه، وإنه ليدخل السرور على قلبي أن يكون المهندس وليد لطفي جالساً على هذا العرش رافعاً راية البناء داخل قطاع البترول وخارجه، وليهنئ بحب الناس له، فهم الذين ينسجون الأناشيد تمجيداً لحسن إدارته، وهم الواقفون دوماً حفاظاً على كيانهم .
